يعاني من تأكل داخل الغضروف في العمود الفقري، أدى إلى حدوث ضغط شديد على أعصاب الفقرات ما أصابه بشلل نصفي، فصار يرقد على فراشه منذ عام ونصف، داخل غرفة متدهورة جدرانها متشقة وسقفها من الخشب.
رضى عم «سعيد» بقدره، لكن الطقس السيئ يزيد معاناته وزوجته العجوز، وهما يواجهان صعوبا الحياة ومياة الأمطار التي لا يحيمهما منها سوى «مشمع» وحلل تجمع فيه العجوز المياه.
ملابس أموات
سعيد السيد سليمان 50 عاماً، من أبناء محافظة البحيرة، يعيش مأساة حقيقة، وقد تدهورت حالته الصحية والاجتماعية، فانقلبت حياته رأساً على بعد إصابته بالشلل وفقدان قدرته على العمل، ويقول موضحا: «كنت بشتغل وبصرف على بيتي وعلى مراتي ودلوقتي بقالنا سنة ونص مش عارفين ناكل وكل أكلنا شحاتة ولاد حلال بيعطفوا علينا بواجبات مجانية وحتى الهدوم بناخدها من الناس بعد ما أصحابها يموتوا يعني بنلبس هدوم ميتين».
وبحسب «سعيد»، فقد زار مستشفيات وأطباء كثيرين حتى يحصل على علاج يناسبه ويتماثل للشفاء، إلا أن رحلة علاجه اكتشف أنها مكلفة كثيراً: «الدكاترة والعلاج غالي قوي وأنا راجل على قد حالي ومعيش».
مفيش فلوس
يقول «سعيد»: «أنا معيش حق المواصلات عشان أروح للمستشفى، ولي سنة ونص لا أتحرك من البيت وراقد على السرير عندي شلل، وكل الدكاترة بيقولوا لي العلاج مكلف وأنا معاشي بتاع التكافل والكرامة 440 جنيه يا دوب بيأكلني بالعافية، وباقي الشهر ولاد الحلال بيجيبوا لي الأكل أنا ومراتي».
الفئران تأكل معنا
حياة متدنية وفقيرة يعيشها «سعيد»، فغرفته غير مؤهلة لتكون بيئة صحية يستطيع أن يجلس فيها أو حتى يستنشق هواء نظيف وصحي، فهذه الغرفة مبنية من الطوب اللبن وسقفها من الخشب، ويدخلها الفئران من كافة الاتجاهات: «العفن في الغرفة كلها والفئران بقيت كتير وبتاكل معايا أنا ومراتي في طبق واحد وكمان بتاكل في هدومنا لحد ما استجارنا ومش عارفين نعمل إيه».
بنبرة حزينة وباكية يناشد «سعيد» أصحاب القلوب الرحيمة لتبني حالته ومساعدته في التكفل برحلة علاجه: «عايز حد يعالجني أما الأوضة اللي عايشين هنستحمل أنا ومراتي كفاية أن في مكان بيلمنا أما الأمطار هنستحملها ده هما 3 شهور في سنة وربنا كريم ولطيف بينا وبس نفسي أتعالج وامشي على رجلي من تاني واقدر اشتغل».
كان «سعيد» يعمل بالأجرة اليومية في المهن الحرفية شيال أو عامل بناء، كما أنه يعاني من أمراض بالقلب وضغط الدم المرتفع أيضاً: «مراتي بقيت بتشحت على أكلنا وشربنا».
تعليقات الفيسبوك