أنس زوين
«لما أموت افتكروني بالخير».. كلمات كتبها شاب بطريقة عفوية على صفحته بـ «فيس بوك»، متمنيًا من أصدقائه أن يتذكروه بالخير بعد وفاته، وكأنه كان يعلم موعد رحيله الذي أتى بعد ساعات قليلة من كتابة أنس زوين، 22 عامًا، من مدينة الشهداء بمحافظة المنوفية، منشوره، ليسقط بعدها من الدور الثالث أثناء عمله ويلقى حتفه.
لقى منشور «أنس» تفاعلا كبيرا بين أصدقائه الذين أخذ بعضهم يمزح معه، وآخرون دعوا له بطول العمر، منهم صديقه «خالد»، والذي مازحه قائلاً: «بس اتوكل متقلقش»، ليرد عليه «أنس» بـ«هانت أهي»، وبعد وفاته نعاه صديقه بكلمات حزينة: «ماكنتش متخيل إن كلامك بجد، ماكنتش متخيل إنه بالسرعة دي، مكنتش متخيل إنك هتفارقنا وتسيبنا، فراقك زعلني وكسر قلبي عشان جدعنتك واحترامك مكنتش مجرد صاحب كنت أخ ليا أقسم بالله، ربنا يرحمك ياخويا ويغفرلك ويسكنك فسيح جناته».
يحكي ماجد الصاوي، أحد جيران «أنس»، أن الأخير ذهب إلى عمله في إحدى مكاتب الدعاية والإعلان كالمعتاد، وبعدها توجه إلى إحدى المدارس الخاصة بالمدينة ليعلق عليها لافتة إعلانية، رفقة شخصين آخرين، وأثناء وجودهم فوق «السقالة» في الدور الثالث، لم تتحملهم الحبال وسقطوا جميعًا ليتوفى «أنس» رفقة شخص آخر، ولم ينج سوى الثالث الذي أصيب بكدمات بسيطة.
كان موعد زفاف «أنس»، بعد شهرين فقط، حيث أنهى كافة التجهيزات لإتمام العرس، ولكن على غفلة تحولت الفرحة إلى كابوس، فأهله لا يستوعبون ما حدث، وأصدقائه صعقتهم الصدمة، وبحسب «ماجد»: «كان شاب مكافح ومحبوب ودايمًا كان بيسعى إنه يشتغل بالحلال، بس اللي زعل الناس فعلاً أنه لسه في بداية عمره، وحقيقي هو كان حاسس إنه هيموت فعلا».
تعليقات الفيسبوك