صدمة كبيرة شعر بها الأشخاص الجالسون في سرادق العزاء وهم يتمتمون بأدعية الرحمة والمغفرة للمتوفي، إذ فوجئوا بالشخص الذي يجلس إلى جوارهم، لا يحرك ساكناً، عيناه مغمضتان ورأسه مائل جهة اليمين، وبفحصه نبض يده وحدقة عينه تبين أنه توفي أثناء تقديم واجب العزاء في أعز أصدقائه.
هذا ما حدث في سرادق عزاء بمدينة نصر، فالشيخ أشرف الغامري، خبير أئمة بوزارة الأوقاف، توفي مساء أمس وهو منصت لآيات القرآن الكريم التي تتلى في عزاء صديقه، فخيم الحزن على أهالي مدينة الخانكة بمحافظة القليوبية، مسقط رأس «الشيخ أشرف»، الذي كان يحظى بسمعة طيبة وعلى خلق، ويحترمه الكبير والصغير.
بكلمات يغلب عليها الحزن والأسى يحكى أحمد فوزي حماد، صديق الشيخ أشرف، عن مدى حب الناس لصديقه وصدمتهم في وفاته المفاجئة أثناء تقديم واجب العزاء: «راجل بتاع ربنا، بيمشي بين الناس للإصلاح بينهم، قلبه طيب ولسانه حلو، وكان محب لزيارة النبي وآل البيت، كان بيستمتع بزيارة الموالد وسماع الأناشيد».
لدى الشيخ أشرف أربعة أبناء، ثلاثة منهم خريجي كليات أزهرية، والابن الأخير في الصف الأول الثانوي، جميعهم يشعرون بصدمة على وفاة والدهم، خاصة أنه شعر بقرب الأجل قبل وفاته بيومين فزار كل أقاربه الأحياء والأموات، يحكي «فوزي»: «قبل ما يتوفي بكام يوم، راح زار كل اخواته في بيوتهم وكأنه بيودعهم، وكمان زار مقابر العيلة في توقيت مش معتاد للزيارة، وكأنه عايز يودع الجميع بوجهه البشوش».
وشهدت جنازته التي شيعت اليوم تجمع عدد كبير من محبيه وأقاربه وتلامذته، وكان الدعاء يتردد على ألسنة الجميع: «زوجته وولاده قالوا إنه كان متغير في أيامه الأخيرة، بخلاف أنه طلب من أخوه يروح معاه المقابر، وصى مراته على ابنه الصغير، وقال لابنه الكبير انت اللى هتنزلني القبر، وبالفعل نفذ ابنه الكبير إبراهيم وصيته وحمل كفنه إلى القبر».
تعليقات الفيسبوك