يرتدى «أفرول» برتقالي اللون، يمتلئ بالبقع السوداء من أثر شحوم السيارات، وتكسو وجهه ويديه زيوت السيارات الداكنة، وكما يُشاع عنه فـ«يداه تتلف في حرير وأسطى قد الدنيا» فهو محترف في عمله كـ«ميكانيكي شكمان سيارات»، لكن في المقابل، فهو حكيم واستشاري لزبائنه، رغم أنه لم يكمل تعاليمه، لكنه عرف بين زبائنه بحكمه الجيدة ونصائحه القوية، ولذا قام بتأسيس صفحة على «فيسبوك» ليس للدعاية لورشته، ولكن لتوجيه نصائح اجتماعية ورومانسية لجمهوره، وأحيانا ساخرة.
بدر محمد، ولقبه «بدر شكمان»، 40 عاما، صاحب ورشة تصليح وصيانة شكمانات السيارات بمنطقة الوراق في الجيزة، يقضي وقته بين ورشته منذ 10 صباحا وحتى 11 ليلا، حيث يستقبل الزبائن ويقوم بتصليح سياراتهم، وفي المقابل يحرص على تقديم نصائح وحكم مجانية، «الدنيا ياما علمتني ونومتي تحت العربيات وتصليحها دي مش بالساهل، أنا عدى عليا الباشا والفقير وعدى عليا ابن الأصول وقليل الذوق وكل واحد زي ما ساعدته ساعدني وعلمني حتى اللي عاملني وحش في يوم علمني».
وبدأ «بدر شكمان»، في تأسيس صفحة على «فيسبوك» منذ 9 أشهر، بعد أن حظى بشهرة واسعة بين زبائنه، ليس بسبب نزاهته في العمل وحسن تعامله، ولكن بسبب كرمه وتقديم النصائح بدون مقابل.
«كل الناس حبايبي وبمجرد ما يقعدوا هنا مستنين العربية بتاعتهم تتصلح بيفضفضوا ويحكوا ويخرجوا كل اللي جواهم وأنا ودني بتسمعهم وعقلي وقلبي بيفسر وبقول الخلاصة والحكمة من الحاجات اللي اتعلمتها وبشوفها وأنا يمكن مكملتش تعليمي ومعايا دبلوم بس الشارع بيعلم وبيربي ويا ترخج من الشارع حكيم بتساعد الناس ياما جشع وبلطجي»، يقول «بدر»، الذي يحب أداء هذا الدور الذي يلعبه بمساعدة زبائنه.
«مع احترامي لمجدي يعقوب هي بس اللي بتعالج قلبي.. لو الحب مغناطيس فليشهد العالم أني خشبة.. لو شايف صاحبك في نعمة متقولوش اشمعنى.. الجسم السليم في البعد عن الحريم.. تحياتي لكل واحد مشغول بنفسه وسايب خلق الله في حالها»، هذه هي الحكم الحياتية، والنصائح الساخرة التي يقدمها «بدر»، ويُدير صفحته على «فيسبوك» 3 أشخاص، حينما يكون منشغلا بتصليح شكمانات السيارات للزبائن داخل ورشته.
تعليقات الفيسبوك