أكثر من 40 عامًا في مهنة سمكرة السيارات، عندما كان يبلغ من العمر 11 عامًا، دخل في هذا العالم باختياره، الظروف الصعبة لم تمكنه من فتح ورشة خاصة به، رغم الخبرة الكبيرة التي حصل عليها «كرم فؤاد» على مر السنوات، لكنه لم يقف مكتوف الأيدي، أو يجعل أصحاب الورش تتحكم فيه، الأمر الذي جعله يأخذ شوارع العجوزة وسيلة له، ليتفنن في مجاله وتحديدا أمام دار الفتيات الشهير.
«معايا معداتي والناس بتجيلي من زمن الزمن، تسمكر عربيتها عندي».. كلمات «كرم فؤاد»، سمكري السيارات الشهير في منطقته، حيث يأتي إليه عدد من الناس خصيصا لسمكرة مركباتهم، ومن بينهم مسؤولين كبار في الدولة، بحسب وصفه، بخلاف الذين يكتشفونه بالصدفة: «أنا دعايتي لنفسي غير أصحاب الورش اللي بيقى معروف مكانهم، أنا ممكن الاقي واحد راكن وعربيته محتاجة تتظبط، فبروح أعرفه بنفسي وبييجيلي ناس مهمين كتير».
الرجل الخمسيني الذي يعيش في الدقي، لم يستطع فتح ورشة منذ أكثر من 40 عامًا، رغم أن هناك من كان يعمل لديه من الصغار، وتمكنوا من إنشاء ورش لأنفسهم، بسبب عدم مقدرته الإدخار مثلهم: «عندي أربع أولاد اللي بيجي بيروح عليهم على طول مبلحقش أحوش زي أي حد، كل الصبيان اللي اشتغلوا عندي واتعلموا عندي، بقى عندهم ورش في أماكن شعبية ومعروفين».
حرص كرم السمكري، على تعليم أبناءه وهم أربعة في المدارس والجامعات، وهو ما عمله بالفعل: «اللي أنا ماخدتهوش يخدوه هما، وهما مجالهم غير مجالي هما اتعلموا تعليم عالي منهم في كلية حقوق وأصغر واحد في ابتدائي».
«أي إنسان بيحب مهنته مهنته بتحبه، ويديها تديله».. بكل حب وتواضع وسعادة تحدث كرم عن مجاله الذي اختاره بنفسه ولديه القدرة على العمل في جميع أنواع السيارات موضحا: «أهم حاجة عدة السمكرة والمفاتيح والمسامير الأنكيه، وأنا كل أدواتي معايا على حامل الحديد اللي بعجل ده».
أما عن أسعاره، فعلي حسب نوع السيارة جديدة أم قديمة، وما تحتاجه من سمكرة، مؤكدا أنها بالطبع أقل بكثير من أصحاب الورش: «أسعاري كويسة ورخيصة، واللي بيجي مرة بيجيلي تاني عشان أيدي حلوة»، وأنهى حديثه بأنه أحيانا يتمنى فتح ورشة لنفسه، للراحة بسبب كبر سنه، إلا أن الأمر صعب لعدم توافر الأموال.
تعليقات الفيسبوك