بعضهم تمتع بحسٍ فُكاهي، والبعض الآخر امتلك كل مفاتيح الشخصية السينمائية والدرامية المميزة، حتى اشتهروا وأصبحوا نجوما كبارا، لكن يبدو أن هذه الشهرة والموهبة اللافتة، لم تكن وحدها كافية حتى تبقيهم على الساحة الفنية، إذ ساءت حالتهم المادية بشكل كبير، ما اضطرهم إلى العمل في مهن حرفية بعد انقطاع مسيراتهم الفنية، وبعضهم واصل العمل بهذه الحرف، رغم استمراره في الوسط الفني، دون أن يخجلوا من التحدث عنها مطلقا.
ما بين "صاحب ورشة سيارات، وجرسون بإحدى الكباريهات، وتاجر"، ترصد "الوطن"، المهن التي عمل بها الفنانون الذين تعرضوا إلى عثرات مادية كبيرة.
حسين أبو حجاج
عمل الفنان حسين أبو حجاج، داخل ورشة الميكانيكا الخاصة به قبل اتجاهه إلى الفن، وأيضا خلال الفترة الأخيرة، بسبب انعدام فرص ظهوره على الشاشة، إذ قال في تصريحات لـ"الوطن"، إنه يعمل بمهنة إصلاح إطارات السيارات منذ سنوات طويلة، حيث افتتح ورشته بمدينة بني مزار بمحافظة المنيا عام 1986، مضيفًا أنها مهنته الأصلية قبل 20 عاما من مزاولته مهنة التمثيل.

وأضاف أبو الحجاج: "كنت بسافر إلى القاهرة حال ارتباطي بتصوير أعمال فنية، وأتواجد في الورشة حينما أكون غير مرتبط بمواعيد تصوير، والحقيقة أنني أعشق مهنة إصلاح إطارات السيارات منذ شبابي، وما زال عشقي وشغفي بها بداخلي حتى الآن".
وكان دخول حسين أبو حجاج، الفن من باب الصدفة، إذ أشار إلى أن الفنان هاني رمزي كان سبب ظهوره في أفلام عدة، مثل "صعيدي في الجامعة الأمريكية" و"فرقة بنات".
سيد صادق
في حديث صحفي له منشور بـ"الوطن"، في مارس الماضي، قال الفنان سيد صادق، إن ابتعاده عن الفن خلال السنوات الأخيرة، بسبب عدم قيام المخرجين بطلبه في أدوار فنية، ما ساعده في التركيز بتجارته التى بدأها منذ عام 1963 تقريبا: "كرّست مجهودى داخل المحل الخاص بى، خصوصا أنه مصدر الرزق الوحيد لى ولأسرتى، لذلك أحمد الله تعالى بأننى امتهنت مهنة غير الفن، حتى لا أصل لمرحلة أن يُجمع لى تبرعات فى يومٍ ما، فالحمد لله حالتى ميسورة".

سيد صادق لم يخطُ بقدمه بلاتوه التصوير منذ 5 أعوام تقريبا، بعد آخر مُشاركة له مع الفنان عادل إمام فى مسلسل "أستاذ ورئيس قسم" عام 2015، إذ يقول إن الاختفاء عن الساحة الفنية، أمر خارج عن إرادته، بعد رحلة عطاء فنى دامت نحو 50 عاما.
ولا يُجيد سيد صادق، مهارة طرق الأبواب على المُخرجين والمُنتجين، الأمر الذى أسهم فى ابتعاده عن الساحة طوال هذه الفترة، قائلاً: "لا يصح بعد هذه الرحلة الفنية أن أطرق الباب، وأقول له أنا سيد صادق وعاوز أشتغل، لا يصح ذلك تماما، وأعتقد أنه فى حال حدوث ذلك، لن يكون لى كيان داخل البلاتوه، لكن فى حال ترشيحى من قِبل مُخرج أو منتج سأكون مُتاحا فى الحال".
إسماعيل يس
تعد الفترات الأخيرة في حياة الفنان إسماعيل يس، من أسوأ فتراته على الإطلاق، حيث تعثرت مسيرته الفنية، فقد شهد عام 1961 بُعده عن الأضواء تدريجييا، ووجد نفسه مطالبا بمبالغ هائلة للضرائب التى قامت بالحجز عليه، ما دفعه للسفر إلى لبنان والعمل بتقديم المونولوج، ثم عاد إلى القاهرة وعمل بأحد الكباريهات، مما اغضب جمهوره كثيرا.

وفي آخر كلمات كتبها "أبو ضحكة جنان" قبل وفاته: "أنا 40 سنة شغل وتعب وجهد، مثلت 400 فيلم وعملت 300 مونولوج ومثلت 61 مسرحية، كنت عامل زي الدوا للإنسان المهموم عشان أضحكه وأنسيه همه وغمه، مش دي تكون نهايتي أبدا.. أنا خدمت البلد دي وأنتو عارفين كويس أنا عملت أفلام للثورة برضايا وبغير رضايا".
تابعإسماعيل يس: "أنا غنيت للجيش واتبرعت بإيرادات حفالاتي كلها في 56، مش دي تكون نهايتي أبدا، الناس تنسي ده كله، ويفتكروا أن أنا في آخر أيامي رجعت أشتغل في كباريه؟ طب أعمل أيه؟ أعمل أيه؟؟ أنا 40 سنة جهد ماخدتش شهادة تقدير ولا حتى ميدالية صفيح، بالعكس كل مليم حوشته في حياتي اتاخد مني ومالقتش حاجة، مش دي تكون نهايتي أبدا".
وتوفى إسماعيل ياسين، في 24 مايو 1972، إثر أزمة قلبية حادة قبل أن يستكمل تمثيل دوره الأخير والصغير في فيلم بطولة نور الشريف، لذا لُقب بـ"المضحك الحزين".
محمد العربي
اعتزل الفنان محمد العربي، الفن واتجه إلى الأعمال الحرة، إذ قرر فتح محل حلواني، لكنه لم ينجح به، وحوله إلى مكتبة، ما ساعده على شراء مزرعة.
واشتهر العربي، لدى شريحة عريضة من الجمهور ببطولته لفيلم "حمام الملاطيلي"، الذي أثار ضجة حينها ومُنع من العرض.

ولد محمد العربي في 2 أغسطس عام 1946، وحصل علي بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1973 قسم تمثيل، وهو نجل الفنان عبدالبديع العربي، وشقيق الممثل وجدي العربي الذي عُرف بالطفل المعجزة.
تعليقات الفيسبوك