ما بين التاريخية في مسلسل "الفتوة" والواقعية بـ"الاختيار" فضلا عن النوستاليجا بـ"ليالينا 80"، اختلفت الصورة الدرامية المقدمة للمشاهدين خلال أبرز أعمال بالسباق الدرامي الحالي، والتي كان لألوانها أثر واضح في تأثر المتلقي ورؤيته لتلك المشاهد.
أهمية ودور تصحيح الألوان في الأعمال الدرامية
اختلاف الصورة الدرامية في ألوانها، أوضح تفاصيلها محمود علي، المعني بتصحيح الألوان بالأعمال التلفزيونية والسينمائية، خلال حديثه مع "الوطن"، ساردا بالتفصيل أهمية الألوان واختلافها في كل عمل.
وتقع مهمة تصحيح الألوان، على عاتق مصممها بعد الانتهاء من التصوير تحديدا في مرحلة ما بعد الإنتاج post production، والتي تشمل جزأين هما المونتاج والمؤثرات والخدع البصرية، ثم تصحيح الألوان نفسه والمسمى color correction أي معالجة الصورة باختلاف الكاميرات المستخدمة ووقت تصوير المشاهد والظروف المناخية.

مصحح الألوان محمود علي: الاختيار اعتمد على ألوان متناسقة لطبيعة المشهد
وبعد تصحيح الألوان، يأتي الجزء الثاني المعروف بالتدرج اللوني والمسمى color grading، وتلك الخطوة بسببها يشعر المشاهد بالصورة الدرامية التي تتماشى مع ظروف العمل نفسه بداية من الحقبة الزمنية والأجواء المرتبطة به وشكل المجتمع.
"تفاصيل الألوان والصورة يتم الاتفاق عليها من البداية مع مخرج العمل".. هكذا تكون بداية عمل محمود علي، على سبيل المثال في مسلسل الاختيار، اتفق مع مخرج العمل بيتر ميمي، ومدير التصوير حسين عسر، ومهندس الديكور أحمد فايز والمونتير أحمد حمدي، على شكل الصورة المناسبة لفكرة العمل الدرامي وهي "الواقعية"، التي تعطي إحساسا للمشاهد بأن المشهد حقيقي بدون الاعتماد على ألوان صارخة، فضلا عن التناسق بين الفيديوهات الوثائقية والمصورة والتي لم يشعر باختلافها المشاهد.

ويعد تصحيح الألوان، بحسب علي، مثل الموسيقى التصويرية التي تعطي إحساس الأمل والمشاعر الدافئة أو الخوف والضغط العصبي والقلق، لافتا إلى أن اختيار شكل الألوان "البالتة" يتأثر بشكل طبيعة المشهد الدرامي، فعلى سبيل المثال خلال مشاهد التكفريين في سوريا تم اختيار الألوان الباردة التي تعطي إحساس الاكتئاب، أما سيناء دائما تظهر مشرقة تعكس شكل الشمس والشقاء الذي يعايشه الجنود في الميدان.

ومسلسل "الاختيار" مستوحى من أحداث حقيقية، عن قصة الأسطورة الشهيد أحمد منسي، ويتناول تفاصيل الأحداث الإرهابية على أرض سيناء المصرية، خلال السنوات الماضية، بطولة أمير كرارة، تأليف باهر دويدار، من إخراج بيتر ميمي، وإنتاج شركة سينرجي.

أما في "الفتوة"، اهتم فريق العمل منذ اللحظة الأولى بالتصوير والإخراج والديكور وصولا إلى مرحلة الألوان، والتي خلالها رأى محمود علي، الكثير من صور مصر في القرن الـ19 التي رسمها بعض الفنانين الفرنسيين؛ حتى يعرف طبيعة تلك الفترة.

ويُعيد مسلسل "الفتوة"، الدراما لعصر الفتوات في حي الجمالية عام 1850، وذلك من خلال شخصية "حسن الجبالي" ياسر جلال، الذي يسعى لنصرة الضعفاء والمساكين، فيما يفرض "عزمي" الذي يجسد دوره الفنان أحمد صلاح حسني، الإتاوات على الناس، وتتوالى الأحداث، وهو من بطولة أحمد خليل، رياض الخولي، إنعام سالوسة، وليلي أحمد زاهر وكوكبة من النجوم، من تأليف هاني سرحان.

وفي مسلسل ليالينا، اهتم محمود أن يرى شكل الصورة في ذلك الوقت، حتى يتماشى مع التصوير والديكور والملابس، ما يجعل الألوان بشكل معبر عن نوستالجيا الثمانينات وذكريات الطفولة في تلك الفترة.
ويعتمد تصحيح الألوان في القوالب الكوميدية الرومانسية على ألوان زاهية مشرقة فاتحة، عكس أفلام الرعب التي تتسم بالألوان الغامقة، لعكس حالة التوتو والقلق، وذلك بالاتفاق مع مخرج العمل ومدير التصوير ومصحح الألوان، بحسب "محمود علي".
تعليقات الفيسبوك