يبدو أن الأطباء ليسوا وحدهم الموجودين فى خطوط الدفاع الأمامية، لصد هجمات «كورونا»، تزاحمهم الجمعيات الخيرية، التى تلعب دوراً عظيماً، منذ بدء الأزمة لمساعدة المواطنين، لكن الأوضاع الراهنة والعبء الملقى عليها وضعها فى مأزق.
"تهانى": المشكلة فى قلة الوقت المتاح أمامنا
«زيادة المساعدات وقلة المتطوعين»، معادلة تعانى منها غالبية الجمعيات مؤخراً، من بينها «كيان»، وفقاً لما كشفته رئيسة الجمعية تهانى عبده: «توقف العمل، والبقاء فى البيت، تسبّب فى أزمة طاحنة للبسطاء والعمالة اليومية، وأصبح لزاماً علينا تقديم مزيد من المساعدات من زكاة مال، شنط طعام، ووجبات سبيل الخير، وغيرها».
4 متطوعين للتعبئة، واثنان فقط للتوزيع، هم فريق الجمعية فى الوقت الحالى، وجميعهم مطالبون بتنفيذ جهد مضاعف، مما يشكل أزمة حسب «تهانى»، خاصة أن الوقت المتاح لإنجاز المهام قصير، قبل السابعة مساءً.
"هبة": أكبر أزمة هتكون فى رمضان
الأزمة نفسها تلمسها هبة راجى، رئيس مجلس أمناء «بالعربى إنسان»، وتخشى أن تمتد إلى شهر رمضان: «اعتدنا كل عام توزيع آلاف الشنط فى مختلف المحافظات، كيف يتم ذلك فى ظروف الحظر الجزئى، وماذا لو أصبح الحظر كلياً؟»، مما دفعها للتفكير فى توزيع نقود وليس سلعاً.
تحديد مبلغ 50 ألف جنيه، كحد أقصى لسحب الجمعيات والمؤسسات من البنوك، ضاعف الأعباء، وفقاً لـ«هبة»: «الجمعيات الخيرية لا بد أن تُستثنى من القرار، لأننا فى أزمة، وعلينا تقديم إعانات ومساعدات مضاعفة، فالجمعية تبنى بيوتاً، تكلفة الواحد 20 ألف جنيه، وجرعة الكيماوى لعلاج السرطان أحياناً تتكلف 50 ألف جنيه، والمبلغ المحدّد يتسبّب فى إنجاز المهمة خلال أيام طويلة».
تنظيم العمل، وتطويع الأدوات بما يتلاءم مع الظرف الراهن، حل توصل إليه مدحت حامد، رئيس جمعية «العالم بيتى»: «وضعت خطة تتناسب مع ضوابط عدم الملامسة والاحتكاك وحظر التجول، بتقسيم المتطوعين إلى فرق، منها فرقة خاصة بالتعقيم، وأخرى للتوزيع، ومراعاة منع التزاحم واصطحاب الأطفال، واستبدال السلع بمبالغ مادية، واستثناء توقيع المستفيد».
تعليقات الفيسبوك