الشدائد تصنع الأبطال، ومن هذا المنطلق لبَّى عدد من الشباب نداء الوطن أولاً، ثم دعوة وزارة الصحة والسكان بالانضمام إلى فريق العمل الخاص بمواجهة تفشِّى فيروس كورونا المستجد 2019، بعد ملء استمارة إلكترونية، تحت شعار «كن بطلاً».
«بحب مصر، وشعب مصر، وشوارع مصر، ونفسى نكون أحسن دولة فى العالم»، قالها دون تفكير يحيى جلبى، بمجرد سؤاله عن سبب إقدامه على التطوع. يعمل «جلبى» فى مجال الدعاية والإعلان والتصوير وإنتاج المحتوى الإلكترونى، لم يشارك من قبل فى حملات تطوعية موسعة على شاكلة دعوة وزارة الصحة، إنما لا يتردد فى المساهمة بأعمال خيرية على نطاق ضيق، ولا ينكر أن قراره الأخير يتخلله شعور أحياناً بالقلق من انتقال عدوى «كورونا» إليه خلال مكافحته مع باقى المتطوعين: «ممكن أكون خايف، بس حاسس إن ربنا هيكون معانا».
على العكس، لا يشعر محمد رامى بأى قلق منذ أن تقدم للتطوع فى مبادرة «كن بطلاً»: «هقلق من إيه؟ قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، على الأقل إذا قابلنا ربنا نكون بنعمل حاجة مفيدة للناس».
درس «رامى» فى كلية التربية قسم علوم بيولوجية وجيولوجية، ولم يسبق له التطوع فى حملات خيرية، لكنه شعر أن الوقت حان للتحرك وتقديم المساعدة للآخرين: «وباء وبيهدد الناس كلها، أكيد أى حد يقدر يعمل حاجة مش هيتأخر». أما محمد شتلة فأبدى استعداده للتطوع، لكنه طرح سؤالاً للمختصين يساعده فى حسم قراره: «هل الالتهاب المزمن بالجيوب الأنفية عائق أمام التطوع فى مكافحة الفيروس؟». «شتلة» حاصل على ليسانس آداب لغة عربية، ويعمل مدرباً بمعهد السلامة والصحة المهنية بالقاهرة، ومنذ اندلاع أزمة «كورونا»، يرى أن ما يحدث بالعالم يفرض على الجميع ألا يتأخر فى تقديم المساعدة: «شرف لكل شاب يغار على دينه ووطنه».
ويقترح «شتلة» استثمار طاقات شباب الجامعات من كليات طب وعلوم وصيدلة وزراعة فى كل محافظة، لمواجهة الفيروس، على شاكلة «طب الحروب».
تعليقات الفيسبوك