الظواهر الكونية قد تكون أحيانا مدهشة ومخيفة في نفس الوقت
مع التقدم العلمي الكبير الذي وصلت إليه البشرية، والصول إلى القمر وإطلاق الأقمار الصناعية والتلسكوبات الفضائية، فإن الحجم المهول للكون والظواهر الغريبة الموجودة فيه تبقى دائما من الأشياء المحيرة للعلماء، وبالرغم من الاكتشافات التي يتم التوصل إليها في علم الفلك، فإننا لم ننجح إلا في رصد جزء متناهي في الصغر من كوننا الفسيح.
هذا الجزء، على صغره، ملئ بالظواهر الفلكية التي أثارت دهشة وحيرة العلماء، "الوطن" تستعرض أهم هذه الظواهر، وفقا للتقرير الذي نشره موقع "List verse" الأمريكي.
من المعروف أن أي كائن مادي في هذا الكون مصنوع من ذرات، وهذه الذرات مكونة من نواة تحتوي على بروتونات ونيوترونات، يدور حولها إلكترونات، وتتكون البروتونات والنيوترونات الموجودة بالنواة من جسيمات شديدة الصغر، أو جسيمات أولية، تحمل اسم "كواركات"، هذه الكواركات تكون دائما متصلة ببعضها ومستقرة، وهو ما يعطي النواة قدرتها على تكوين كتلتها وشحنتها ويضمن وجود الذرة.
وفي حالات شديدة الندرة، قد يتواجد نوع من المادة، لا تتصرف فيه هذه الجسيمات الأولية المسماة "كواركات" بالطريقة المعتادة، فهي ليست مستقرة ومترابطة مع بعضها البعض بالطريقة الطبيعية المتعارف عليها في الكون، بل متحررة من أي قيود أو روابط، فهي كواركات بلا نواه أو ذرات، وهو ظاهرة لم يشاهدها العلماء من قبل في كوننا المادي المرصود، كما أنه عملية خطيرة ومخيفة، فهذه الكواركات الأولية الثائرة قد تتسبب في تحلل أو فناء أي جسم مادي يتعرض لهان نظراً لأن الكواركات الموجودة في هذا الجسم قد يتعرض بنائها ونظامها للهدم من قبل الكواركات العشوائية.
الكون بشكل عام يميل إلى البرودة الشديدة، فالمصدر الأساسي للحرارة فيه، وهو النجوم، وتصل حرارته إلى مناطق صغيرة جدا، بحيث يبقى الجزء الأكبر من الكون بدون أي حرارة، بالرغم من أننا لم نرصد إلا أجزاء بسيطة منه، وبالرغم من أننا لا نعرف بالضبط درجة حرارة أغلب الأماكن، إلا أن العلماء تمكنوا من التوصل للمكان الذي قد تكون درجة الحرارة فيه هي الأقل على الإطلاق، وهو عبارة عن سحابة كونية، تحمل اسم بوميرانج نيبيولا، أو "Boomerang Nebula"، ودرجة حرارتها -457 فهرنهايت، وقد تكونت هذه السحابة غالبا بسبب فناء نجم صغير داخل نجم أخر أكبر منه، مما نتج عنه طرد هذه السحابة من كتلة النجم الصغير المحتضر، ونزوحها إلى مكان سحيق بدون أي حرارة.
مثل كل شيء في هذا الكون، تصل النجوم إلى نهاية عمرها الافتراضي، وتكون نهايتها مختلفة باختلاف حجمها وطاقتها، فيتحول أكبرها إلى ثقب أسود، وتتحول النجوم الأخرى إلى نجوم نيوترونية أو تنفجر لتتحطم تماما، إلا أن العلماء رصدوا حالات نادرة، تصل فيها بعض النجوم إلى آخر عمرها، ويكون من المفروض أن تنفجر، إلا أنها تعود إلى حالتها الطبيعية مرة أخرى.
الثقوب السوداء هي أجسام تتكون بعد انفجار نوع معين من النجوم الضخمة، وتتميز بأنها تحتوي على كتلة ذات كثافة عالية جدا، وذلك يمنحها قوة جاذبية خارقة، تجعلها قادرة على ابتلاع أي جرم سماوي، مهما بلغ حجمه، حتى أن شعاع الضوء نفسه يتم ابتلاعه من قبل هذه الأجرام الخارقة.
وعادة ما تكون هذه الثقوب السوداء ثابتة، أو شبه ثابتة، إلا أن بعضها تم رصده وهو في حالة حركة، تكون أحيانا بسرعات خارقة، بحيث تتحول تلك الثقوب السوداء المتحركة إلى مقابر سارية عبر الفضاء، تفني أي عدد من الكواكب أو النجوم التي تقابلها، وقد تم رصد واحدا من هذه الثقوب بالفعل، وهو يشق طريقه في مجرة درب التبانة، مبتلعا كل ما في طريقه.
التهام المخلوقات لبعضها البعض هو أمر معتاد في الطبيعة، لكن ما لا يعلمه غالبية الناس أن المجرات أيضا تلتهم بعضها بعضا، وقد حدث هذا بالفعل بالقرب من مجرتنا، مجرة درب التبانة، حينما التهمت مجرة أندروميدا مجرة مجاورة لمجرتنا، منذ حوالي ملياري سنة، وهو شيء من المتوقع أن يتكرر مع مجرتنا نفسها، ولكن بعد حوالي 4.5 مليار سنة، بحسب موقع "List verse" الأمريكي.
تعليقات الفيسبوك