الفضاء
البشر يحاولون تقييم حجم الكون الذي نعيش فيه، منذ قرون، لكنهم أصيبوا بخيبة أمل كبيرة لأن هذه الجهود ذهبت سدى، ومع ذلك كما هو الحال في كل مجال، تطورت التكنولوجيا بشكل كبير في هذا القطاع من العلوم، ويدعي الباحثون الآن أننا قريبون من تقييم الحجم الدقيق للكون.
استنادا إلى النظرية النسبية لآينشتاين، وضع العلماء احتمالين، الأول أن الكون بلا حدود وسوف يتوسع إلى الأبد، والثاني أن الكون ليس لا نهائي، تمامًا مثل سطح الكرة، فالكرة ليست لا نهائية لكن لا توجد نقطة على الكرة يمكن أن تسمى "النهاية".
حقق العلماء نجاحًا أكبر قليلاً في قياس حجم الفضاء، مقارنةً بتحديد شكله، إذ قدر الباحثون الأوائل حجم الكون من خلال مراقبة المجرات مثل درب التبانة وأندروميدا باستخدام التلسكوبات القوية، ومع ذلك كانت تنبؤاتهم غامضة بشكل ملحوظ، ولم يتمكنوا من اتخاذ قرار بشأن عدد أو منهجية واحدة.
يستخدم الباحثون الحديثون الضوء المنبعث من المجرات البعيدة لقياس عمر وحجم عالمنا، وفي عام 2013، أصدرت وكالة الفضاء الأوروبية الخريطة الأكثر تفصيلا لأقدم ضوء في الكون، والتي تم تحديدها بحوالي 13.8 مليار سنة ضوئية.
وتشير الأدوات والتقنيات المستخدمة حاليًا لقياس حجم الكون إلى أنه لا يزال هناك الكثير مما يجب استكشافه، وقد تكون هناك أجزاء من الكون حتى الآن، لن يصل لنا منها أي إشارة، بسبب عمر الأرض القصير بالنسبة لها.
وببساطة، إنه الوقت وليس الفضاء الذي يحد من نظرتنا للكون، لا أحد يستطيع أن يقول على وجه اليقين ما إذا كان كوننا لا نهائي أو حتى إذا كان عالمنا هو الوحيد الموجود، ومع ذلك، فمن الممكن أن تكمن الدلائل للعثور على هذه الإجابات في عرض واضح، فقط في انتظار أن يتم اكتشافها.
تعليقات الفيسبوك