تظل منطقة آثار كوم الدكة التي جرى اكتشافها بالصدفة عام 1960 أثناء أعمال الحفر لإنشاء منشآت حكومية، من بينها المجلس الشعبي المحلي، كنز أسرار ثمين يروي ماضي الإسكندرية العريق.
المدرج الروماني في كوم الدكة
وتعليقًا على ذلك، قال محمود عبد الرحمن، مدير منطقة كوم الدكة الأثرية، لـ«الوطن»، إنها تضم معالم أثرية تعود إلى عصور مختلفة، أبرزها المدرج الروماني، بينما يتألف المدرج من ثلاث عشرة درجة مصنوعة من الرخام والجرانيت، التي تبين أنها كانت تُستخدم في معابد يونانية بآسيا الصغرى، ويؤكد ذلك النقوش اليونانية المنحوتة على إحدى الدرجات العلوية، بالإضافة إلى عدم توفر هذا النوع من الأحجار في المحاجر المصرية.
صالة استماع موسيقية في المدرج الروماني
المدرج كان يُستخدم في البداية كصالة استماع موسيقية تُعرف بـ«أوديون»، وهو ما تؤكده أرضية الموزاييك في منتصف المدرج، والتي كانت تُستخدم كصالة الأوركسترا، ولاحقًا، تطور استخدامه ليصبح قاعة دراسية جزءًا من جامعة الإسكندرية في العصر البيزنطي، وفي عام 2014، اكتُشفت 22 قاعة دراسية تعود إلى عصر الإمبراطور الروماني جستنيان عام 532 م، بحسب أحمد علي برقي، مدير إدارة الوعي الأثري بالإسكندرية.
فيلا الطيور والآثار الغارقة
وأشار «برقي» إلى وجود نقوش إسلامية بالخط الكوفي تعود إلى القرن السابع الميلادي، كُتب فيها: «فليوفق الله علي أبو حديد»، ما يعكس استمرارية استخدام الموقع عبر العصور.
المنطقة تضم أيضًا «فيلا الطيور»، وهي صالة أرضيتها مزينة بأشكال موزاييك معظمها لطيور، مما أعطاها هذا الاسم، كما تضم المنطقة «الحمامات الرومانية»، التي تعد من أقدم الحمامات الأثرية المحفوظة بحالتها، و«متحف الآثار الغارقة»، وهو متحف مفتوح للقطع الأثرية المستخرجة من الميناء الشرقي بالإسكندرية، بحسب محمد السيد، مسؤول الوعي الأثري بإدارة آثار الإسكندرية.
تعليقات الفيسبوك