الذكاء الاصطناعي - تعبيرية
الذكاء الاصطناعي ترك أثرا كبيرا في حياة البشر، وكان بمثابة المساعد المثالي في العديد من التخصصات، لكن هناك بعض المجالات لا يمكن الاعتماد فيها على هذه التقنية، ككتابة التاريخ،حيث اكتشف بعض الخبراء أنّ الذكاء الاصطناعي قادر على تزييف التاريخ بشكل كبير.
بحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، دعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «يونسكو»، الحكومات وشركات التكنولوجيا إلى تقديم ضمانات أخلاقية حول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ودعت المدارس إلى نشر الكلمة حول مخاطر المحتوى الذي يولده الذكاء الاصطناعي.
وفقًا لمنظمة NewsGuard، وهي منظمة تتعقب المعلومات المضللة، ففي شهر مايو 2023 فقط زادت المواقع الإلكترونية التي تستخدم مقالات كاذبة أُنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي بنسبة تزيد عن 1000%، حيث ارتفع عدد هذه المواقع من 49 موقعًا إلى أكثر من 600 موقع.
وشهدت الندوة التثقيفية الـ40 للقوات المسلحة المصرية، حكاية لطفل صغير مشارك في الندوة، قال إنّ الذكاء الاصطناعي ساعد على تزييف تاريخ حرب أكتوبر المجيدة، حيث كتب برنامج شات جي بي تي للطفل أنّ الفائز في حرب أكتوبر هي إسرائيل، وهو أمر غير صحيح، حيث شهد العالم أجمع على فوز الجيش المصري على المحتل الإسرائيلي فوزا ساحقا، واسترداد الأراضي المصرية خير دليل على ذلك.
الدكتور محمود ياسين، استشاري الذكاء الاصطناعي قال لـ«الوطن»، إنّ هناك عدة مخاطر للذكاء الاصطناعي على الأجيال، تتمثل في تقليص التفاعل البشري في المجتمع، حيث يعيش المراهقون في وباء العزلة الاجتماعية بسبب تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي يجلس عليها المراهقون لفترة طويلة.
أكد أيضا أنّ العديد من الأطفال والمراهقين قد يلجأون لمعرفة التاريخ بالذكاء الاصطناعي أو استسقاء المعلومات من تلك التطبيقات التي قد تزيف الحقائق: «بياخدوا معلوماتهم من تطبيقات الذكاء الاصطناعي اللي في الأغلب بتكون غلط، لأن الجيل الحالي بيعتمد بشكل كلي على السوشيال ميديا وده أكبر خطأ ممكن يتركبه الأهل، كمان ممكن يخليهم عرضة لانتهاك الخصوصية والاحتيال من القراصنة، عشان كده لازم يقفوا ولادهم تكنولوجيا».
وفق موقع «historyofyesterday»، فإنّ تزييف الذكاء الاصطناعي للتاريخ له الكثير من التداعيات الخطيرة، أبرزها فقدان القدرة على التمييز بين التاريخ الحقيقي والمزيف مع الوقت، ما يتسبب في تشويه ذاكرة أطفال الجيل الجديد، ويجعلهم عديمي المعرفة عن تاريخ بلدهم بسبب وجود عدد هائل من المصادر المتباينة.
وأورد الموقع حل المشكلة عن طريق اتباع بعض النصائح، للحفاظ على الهوية التاريخية من التزييف، وحماية ذاكرة الأطفال من التشويه، مثل التحقق من الأحداث الحقيقية للتاريخ، وعدم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لمعرفته، والاعتماد على المؤرخين وكبار الكتاب المصريين، وعدم الإنصات لمن يعادي دولتنا الحبيبة.
تعليقات الفيسبوك