تعد السلاحف البحرية «الترسة» من الحيوانات المهددة بالانقراض لأسباب كثيرة، أدرك هشام مرسي بفضل قراءته الواسعة المتخصصة أهميتها الضرورية في الحفاظ على البيئة، ولكنه لم يقف ساكنا مكتفيا بالمعرفة بل سعى لتحويلها لفعل على أرض الواقع من خلال إطلاق مبادرة تعمل على حماية تلك السلاحف، ومنع عمليات بيعها أو تداولها في أسواق بورسعيد.
«للأسف الشديد السلاحف دي ممكن تنقرض في أي وقت، أنواعها في العالم كله 7 فقط، منهم 5 أنواع بيمروا في بحار مصر، لكن هنا المصريين مش مدركين حجم الكنز البيئي اللي عندهم، وبيبعوها في الأسواق كوجبات طعام أو بهدف الحصول على الطاقة وده أمر صعب ويسبب الحزن»، كلمات «هشام» بشأن الأسباب التي دفعته للبدء في مبادرته منذ عدة سنوات.
أسباب قتل السلاحف البحرية
يؤكد «هشام» صاحب المبادرة خلال حديثه لـ«الوطن» أن أحد الأسباب التي تؤدي إلى الإقبال على صيد وقتل السلاحف البحرية «الترسة» هو التخاريف التي انتشرت قديما من أن تناول دمائها يؤدي إلى زيادة الطاقة الجنسية عند الرجال، أو أن تناول لحومها يساعد النساء على الحمل والولادة.
وتابع: «للأسف التخاريف دي هي السبب في زيادة بيعها بين التجار كأنه شيء عادي، مع أن مصر بحسب القانون الدولي وافقت على حظر صيد السلاحف البحرية أو بيعها أو تداولها».
تفاصيل المبادرة
مبادرة «هشام» تعتمد على النزول إلى أسواق بيع الأسماك والمأكولات البحرية لتوعية الصيادين والسماكين بخطورة بيعها وتداولها، وبالفعل نجح في إقناع الكثير من الصيادين و«السماكين» بمنع بيعها، وذلك من خلال تعريفهم بتأثير ذلك على المناخ والبيئة، بحسب حديثه.
أضاف:«فهمت الصيادين أن وظيفة الترسة أنها تأكل قناديل البحر، وصيدها بكثرة هيخلي القناديل تزيد في البحر، وبالتالي القناديل دي هتتغذى على الأسماك وساعتها هما مش هيلاقوا حاجة يصطادوها، وهيقل حركة البيع والشراء، وفعلا في كتير منهم اقتنع، ولما كانت بتيجي له أي ترسة كان بيتصل عليا ومعايا زملاء ليا بيشتغلوا في المحميات علشان نتعامل معها».
مؤخرا نشط بيع «الترسة» مرة أخرى بحسب «هشام» خصوصا بعد تأسيس سوق بورسعيد الذي يضم أكبر مجموعة من الصيادين و«السماكين» الذين يشجعون بعضهم البعض على بيع «الترسة»:«الأمر زاد كما أن بقى في بيع أونلاين وفي سماكين بيروجوا للسلاحف دي من خلال صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي من غير أي رقيب وساعات بيستجيبوا لمحاولاتنا وساعات لا».
يعد «هشام» هو صاحب المبادرة ولكن يعاونه فيها بعض المهتمين بالحفاظ على البيئة مثل الدكتور محمد إسماعيل فى كلية علوم البحار، والدكتور حسين رشاد مدير محمية «أشتوم الجميل» في بورسعيد.
يقول هشام بحزن:«السلاحف دي مخلوقات مسكينة مالهاش صوت وإحنا صوتها، ولازم الممارسات دي تقف والناس كلها تعرف بخطورتها، يشير مش بس علشان السلاحف، لكن لأن مصر هتستضيف فى نوفمبر المقبل قمة المناخ وصعب أننا نكون مسئولين عن أكبر تجمع بيئي في العالم، وفي نفس الوقت يتم بيع تلك الحيوانات النادرة في الأسواق فهذا يضرنا كمصريين، ويجب أن نسعى كلنا لوقف تلك الممارسات».
تعليقات الفيسبوك