عمله كبائع بسيط على أرصفة الشوارع، لم يقتصر على مجرد إعداد الطعام وتقديمه للمشتري بأي شكل دون اهتمام، وإنما إنسانيته كانت أكبر وصاحبة التأثير الأبرز، فسعي للحفاظ علي سلامة زبائنه بعدة طرق، لذا قرر فرج مصطفى، صاحب عربة الفول بمدينة طنطا، تقليل انتشار الأمراض بين المواطنين، رغم ارتفاع تكلفتها بالنسبة له.
«كُل وارمي بدل ما تستعمل مكان حد».. حملة «فرج»، صاحب أحد عربات الفول في طنطا، قرر أن يستقطع جزءا من قوت يومه، الذي تتورم قدامه يوميا لأجله منذ ساعات الصباح الباكر، حتى يتمكن من حماية زبائنه ومنع انتشار الأمراض في المنطقة الشعبية التي يعمل بها، إذ استغنى عن الأطباق «الاستالس» المعتاد استخدامها بعربات الفول، ب؟أخرى من الفوم التي لا يتم إعادة استخدامها مرة أخرى، ولاقت الفكرة إعجابا وسعادة كبيرة بين زبائنه.
«فرج» يحمي زبائنه من الأمراض بالأطباق الفوم
روي «فرج»، لـ«الوطن»، أن استخدام الأطباق الفوم اليومية أمرا مكلفا ولكن صحة الإنسان أهم، لذا قرر توسيع فكرته وتحويلها لمبادرة بين محلات منطقته الشعبية البسيطة، للحفاظ على النظافة وأرواح الأهالي، باستخدام الأطباق الفوم بدلا من «الاستالس» التي يُعاد استعمالها لأكثر من شخص.
«كومنت من زبون».. كان السبب في ولادة فكرة المبادرة التي هدفها حياة الإنسان والحفاظ على صحته، إذ اقترح أحد الزبائن تجنب الميكروبات الناتجة لغسل جميع الأطباق في جردل واحد طوال اليوم بشكل سريع، لتبادر إلى ذهن «فرج» اللجوء لأطباق ذات استعمال لمرة واحدة.
ساندوتش الفول بجنيه.. مبادرة «فرج» للطلاب
لم تتوقف إنسانية صاحبة عربة الفول عند ذلك الحد، وإنما أيضا حرص على مساعدة الأمهات والأطفال، في ظل تباين الأسعار، عبر مبادرة «ساندوتس فول بجنيه للطالب»، إذ وجد بالصدفة منشورا عن ذلك الأمر: «أنا لقيت بوست لأم بتقول إنها عشان تعمل ستدوتش واحد لطفلها هيكلفها 5 جنيه، فقولت ده ربنا كريم والله، وقررت أوفره لغير المقتدرين بجنيه واحد»، مبديا سعادته بذلك القرار الذي أبهج قلوب الكثير من الأهالي، ليتضاعف رزقه بعد ذلك.
«العين بتاكل قبل الفم».. هذا ما طبقه «فرج» في تعاملاته مع الزبائن، إذ دائما ما يستقبلهم مبتمسا بشوشا، ويحرص على تناول أطراف الحديث والضحك مع الطلاب والموظفين الذين اعتادوا علي الإفطار بعربته، ليطلق عليه الأهالي «صاحب الخلطة السرية».
تعليقات الفيسبوك