بالرغم من تجاوزه 70 عامًا، لازال يسعى على رزقه فجر كل يوم، يقف بلحيته البيضاء وجلبابه البسيط، خلف عربته الحديدية التي تعلوها «قدرتي الفول والبليلة»، يوزع بضاعته على الزبائن بكلمات الدعاء التي اعتادوها منه على مدى سنوات طويلة، إذ يمارس هذه المهنة منذ ما ياقرب 6 عقود.
اضطرار «عم عادل» للعمل
«عادل سليمان»، 74 عامًا، من سكان حي بولاق الدكرور بمحافظة الجيزه، يروي لـ«الوطن»، قصة كفاحه، لافتا إلى أنه يعمل في بيع الفول والبليلة قبل 55 عامًا وله زبونه الذي ينتظره، وبالرغم من كونها مهنة مُرهقة جسديًا وتكبده مشاقٍ كبيرة لا تتناسب مع سنه، إلا أنه اضطر لمواصلة العمل ليدبر نفقات المعيشة.
توفت زوجة «عادل»، قبل 18 عامًا تاركة لها شابين، وبعد زواجهما، وجد نفسه وحيدًا، فاضطر للزواج من أخرى كي تُعينه على العيش وتأنس وحدته: «إتجوزت من 7 سنين، وعايش أنا ومراتي في شقة بدفع لها 600 جنيه إيجار، وفواتير المياه والكهرباء والغاز على بعضهم بيوصلوا لحوالي 100 جنيه».
450 جنيها معاشا شهريا
يحصل «عم عادل»، على معاش «تكافل وكرامة»، المُقدر بـ 450 جنيه شهريًا، ولأن مصاريفه المعيشية تحتاج لأكثر من ذلك، قرر مواصلة العمل في مهنته القديمة مُتجاهلًا سنه مُتحاملًا على نفسه وهو يتكبد مشاقها اليومية: «عيالي متجوزين وكل واحد عنده بيته وعياله ومصاريفه.. كتر خيرهم على مصاريف بيتهم، أنا ميبقاش عندي رحمة لو خليتهم يصرفوا عليا».
«عم عادل»: بصلي الفجر وأطلع أشوف رزقي
يبدأ «عم عادل» يومه بالاستيقاظ في الرابعة فجرًا، يؤدي صلاته ويدفع عربته المُحملة بقدرتي الفول والبليلة في الشوارع ليبدأ رحلته اليومية بحثًا عما يرسله الله من رزق له ولزوجته: «بلف في الشارع لحد بعد الضهر وبعدها برجع البيت أرتاح شوية وأقوم أغسل الفول وأجهزه علشان تاني يوم.. لازم اشتغل عشان أعرف أعيش».
تعليقات الفيسبوك