أسئلة كثيرة تتبادر إلى أذهان الكثيرين حول من مكتشف الكهرباء وما جنسيته، خاصة مع اعتقاد البعض أنّ توماس إديسون هو من اكتشفها وقدّمها إلى البشرية على هيئة المصباح الكهربائي، إلا أنّ «إديسون» يعد واحدًا من أشهر مخترعي الأجهزة الكهربائية فقط وليس مكتشفها.
وتجيب «الوطن» في السطور التالية، عن سؤال شغل بال الكثيرين، وهو من مكتشف الكهرباء وما جنسيته؟، وفقًا لموقع «electricityforum».
من مكتشف الكهرباء وما جنسيته؟
يجدر الإشارة أولًا إلى أنّ الكهرباء ليست شيئًا جرى اختراعه، وإنما هي تُشكل جزءً من الطبيعة على هيئة كهرباء ساكنة، يتم تفريغها في الأرض على شكل برق أو عند فرك مادتين مشحونتين كهربائيًا.
عُرف مصطلح الكهرباء لأول مرة عام 1600، على يد العالم الإنجليزي ويليام جيلبرت، والذي صاغ المصطلح من الكلمة اليونانية «electricus»، التي تعني العنبر، وبعد مرور 60 عامًا، وتحديدًا عام 1660، تم اختراع آلة بدائية تعرف باسم «أوتو فون جريك» لإنتاج الكهرباء الساكنة، وكانت عبارة عن كرة من الكبريت، يجري تدويرها بواسطة كرنك بيد واحدة وفركها باليد الأخرى، لذلك أُطلق عليه في ذلك الوقت لقب «أبو الكهرباء الحديثة».
تجربة الطائرة الورقية الشهيرة
وفي عام 1745، اخترع بيتر فان موشنبروك وعاء أو «جرة» أطلق عليها «ليدن»، والتي كان بإمكانها تخزين الكهرباء الساكنة لتفريغها دفعة واحدة، وبعد عامين، جرى تفريغ «جرة ليدن» من خلال دائرة كهربائية على يد وليام واتسون، ليبدأ بعد ذلك في فهم كيفية عمل التيار الكهرباء.
وأجرى بنجامين فرانكلين تجربته الشهيرة في عام 1752، إذ استخدم طائرة ورقية ومفتاح في يوم ممطر، والتي أراد من خلالها إثبات العلاقة بين البرق والكهرباء، إذ ربط الطائرة بمفتاح أثناء وجود عاصفة رعدية لتتنقل الكهرباء بدورها من السحب العاصفة إلى المفتاح، ويبدأ العالم في اكتشاف الكهرباء الساكنة والموجبة، ثم ينسب إليه الفضل بعد ذلك في كونه مكتشف الكهرباء بشكلها المعروف.
واستطاع العالم لويجي جالفاني في عام 1786، إنتاج خلية كهربائية بسيطة، جرى تطويرها فيما بعد إلى نوع من البطاريات على يد أليساندرو فولتا عام 1800، وذلك من خلال ابتكار أول خلية كهربائية معروفة ذات تيار كهربائي ثابت، وجرى إطلاق اسمه على وحدة قياس التيارات الكهربائية في البطاريات تكريمًا له.
وعمل المخترعون منذ ذلك الوقت على التطوير الدائم لأشكال التيارات الكهربائية، وتحويل الطاقة الكهربائية إلى حركية، حتى تمكّن العالم الإنجليزي مايكل فارادي من اختراع المولدات الكهربائية ليكون ذلك الابتكار نقطة البناء الأولى في إنشاء أول محطة طاقة بعد ذلك بنحو 50 عامًا.
اختراع توماس إديسون للبشرية
وقدم توماس إديسون، اختراعًا ثوريًا للبشرية عام 1868، وذلك بعد أن عكف على دراسة أعمال «فارادي»، من خلال اختراع مسجّل الصوت التلقائي والذي حصل على براءة اختراعه في العام ذاته، إلا أنّ هذا الابتكار لم يكن مُثيرًا للاهتمام، إذ استطاع «إديسون» بعد ذلك أن ينجح في ابتكار المصباح الكهربائي المعروف عام 1879، وذلك من خلال استخدام خيوط قطنية عادية مبللة بالكربون، لتكون مصدر إضاءة دائم للمصابيح، ليسهم من خلال هذا الابتكار في إيصال الكهرباء إلى المنازل، عبر بناء أول محطة للطاقة الكهربائية في 4 سبتمبر 1882 بمدينة نيويورك الأمريكية.
وإضافة إلى ذلك، طوّر «إديسون» عدة أجهزة أخرى، مثل مولد الطاقة الكهربائية والاتصال الجماهيري وتسجيل الصوت والصور المتحركة، فضلًا عن تنفيذ مبدأ الإنتاج الشامل والعلوم المنظمة والعمل الجماعي على نطاق واسع لعملية الاختراع، وإنشاء مختبر مينلو بارك للأبحاث الصناعية في عام 1876.
تعليقات الفيسبوك