لم تفرق بين فلذات كبدها وأبناء زوجها ولم تكتف بهذا بل دعمت زوجها في مرضه ببيع النعناع والليمون للإنفاق على أبنائها وأبنائه، ورغم مساعيها إلا أنَّها لا تستطيع الإيفاء بكل متطلبات الأسرة فضلًا عن التكفل بنفقات علاج زوجها.
كانت «شادية مرزوق» 45 عاماً، الزوجة الثانية إلا أنَّها تعاملت مع أبناء زوجها مثل أولادها تماماً، وقابلتهم بالعطف والمحبة وبمرور الأيام ومع إنجابها لـ4 أولاد أصبحت أم لـ8 أطفال لا تفرق بينهم، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فبسبب ظروف المعيشة الصعبة، لم تعد «شادية» قادرة على تحمل أعباء الحياة خاصة بعد مرض زوجها ليزداد الأمر سوءاً وتصبح مسؤولة عن الجميع، «قبل زواجي منه كان لديه 4 أبناء ولم تكن الظروف جيدة، كان مصروف المنزل بالكاد يكفينا».
«شادية» تنفق على 8 أبناء
تعيش «شادية» في شقة صغيرة بحي دار السلام التابع لمحافظة القاهرة ورفضت تخلي أبنائها عن دراستهم بسبب ضيق الحال، فهي ترى أنَّ التعليم هو ثروة أبنائها في الحياة وسيجعلهم في مكانة أخرى،لذلك قررت مساعدة زوجها حتى لا يشعر بالعجز، وخرجت إلى الشارع تبيع النعناع والليمون لتتحصل في نهاية اليوم على 30 أو 40 جنيه، حسب شادية: «أشتري نصف كيلو أو كيلو ليمون مع بضع من حزم النعناع وأضعهم داخل سلة وأفترش بهم الأرض، أبيع الليمونتين بـ 5 جنيهات، هذا أفضل كثيرًا من جلوسي بالمنزل دون عمل».
معاناة زوج «شادية»
يحكي محمد عبدالحي، 70 عاماً زوج شادية عن معاناته التي بسببها تحول إلى عالة حسب وصفه، إذ كان يعمل نجاراً ويدر دخلاً لأسرته إلى أنَّ أصابه مرضًا في صدره نتج عنه انسدادًا في الشرايين فيسير حاملاً «زجاجة بخاخ» ويتمنى المساعدة فهو لا يستطيع الحصول على معاش «أتمنى أن يكون لي كشك أو أي مشروع صغير لأنفق منه على منه أبنائي».
تعليقات الفيسبوك