وجه يجمع ملامحه بين الألم والعجز، الزمن ترك آثاره عليه وظهر الإرهاق واضحًا عليه، هكذا بدت ملامح «عم محمد» الذي اقترب عمره من الثمانين عامًا، يراقب في صمت وقلة حيلة ابنته الشابة التي تعاني من إعاقة عقلية أثرت عليها، ليكون هو العائل الوحيد لها، يناجي ربه من أجل إيجاد سكن ومأوى مناسب لهما ومصدر دخل يستطيع منه الإنفاق عليها بعد أنا أعياه المرض وكبر السن وأصبحا وحيدين في الدنيا.
اعتاد «عم محمد» الثمانيني على العيش مع ابنته «أحلام» البالغة من العمر 45 عامًا داخل «عشة» متهدمة في محافظة كفر الشيخ ليكونا أقرب إلى العيش في الشارع، لم يجد المسن مصدر دخل أو وسيلة للإنفاق على ابنته الوحيدة بسبب كبر سنه، كما أنه يعاني من القلب والضغط والسكر وضعه الصحي حرج للغاية، وابنته تعاني من تأخر عقلي، ما جعلهما مشردين يعيشا على إعانات المارة والجيران حتى استضافتهما دار رعاية.
«محمد» وابنته مشردان في شوارع كفر الشيخ
يحكي المهندس محمود وحيد صاحب مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان، أنه تلقى بلاغا بإنقاذ أب وابنته يعيشان ظروفًا صعبة للغاية وملابسهما متهالكة ولا يوجد لديهما مصدر للطعام والشراب أو حتى نقود كافية للعلاج، إذ أن العشة التي كانا يعشيا فيها متهدمة ومكشوفة: «احنا جالنا بلاغ بحالة عم محمد وبنته، وظروفهم صعبة جدا، والبنت عندها إعاقة عقلية وغير مدركة للي بيحصل، والأب مريض وغير قادر على رعايتها ولا حتى نفسه ووضعهم الصحي خطر، ومعندهمش أي مصدر دخل ولا حتى بيت لأن العشة اللي قاعدين فيها متهالكة ومش بتحميهم من البرد الشديد»، بحسب حديثه لـ«الوطن».
سريعًا استجاب «وحيد» للأب العجوز وابنته، ونقلهما إلى دار الرعاية لينقذهما من التشرد: «عم محمد قالنا أنه تعبان وغير قادر على الحركة وصعب يتخلى عن بنته لأن مفيش حد يرعاها بحالتها الحالية، والظروف المادية عنده صعبة جدا، ومعهوش تمن الأكل ولا الشرب»، وبتوقيع الكشف الطبي عليهما تبين أن الأب المشرد يعاني من ارتفاع في ضغط الدم، والسكر والقلب، وأما ابنته فتعاني من تأخر عقلي.
الأب يحلم بعلاج ابنته وشقة
«نفسي في شقة تسترنا ومصدر دخل أقدر أصرف منه على بنتي وأعالجها».. تلك الكلمات هي كل ما يطلبه الرجل العجوز، إذ تكفلت دار معانا لإنقاذ إنسان بحالتهما واستضافتهما، وسيتم ترتيب جلسات تأهيل جسدي ونفسي لـ«أحلام»، فيما يتم رعاية الحالة الصحية لـ«محمد».
تعليقات الفيسبوك