«إسلام» صاحب الـ26 عاما
جالسًا على الطرقات في شوارع المحروسة منذ ما يزيد عن 16 يومًا، يبحث عن وظيفة ومأوى، إذ تغلبت عليه ظروف قاسية، جعلته يترك سكنه السابق في مدينة نصر مع مجموعة من الشباب كان يشاركهم في الإيجار، إلا أنه عجز عن الدفع لمدة شهرين، فاضطروا إلى طرده من السكن.
عاش «إسلام» صاحب الـ26 عامًا، ابن محافظة دمياط، أسوأ أيام حياته، بعد أن كان شابا نزيهًا، صاحب أملاك، ساردًا خلال حواره مع «الوطن»:«كنت عايش في دمياط، وفاتح ورشة ألوميتال هناك، لكن أهلي قدروا يخسروا كل حاجة، وكمان يطلع عليا ديون توصل لـ90 ألف جنيه، فاضطريت أنزل مصر أدور على شغل لكن اتأخرت على الإيجار، فطردوني رجعت كلمت أهلي أخد لبسي من عندهم، رفضوا حتى يدوني لبسي ولا يدوني أي حاجة من حقي في الأرض بتاعتنا» .
تحولت حياته في ليلة وضحاها لـ ظلام دامس، ورغم كل ذلك لم ييأس وظل يبحث عن عمل، حتى بعد انتشار منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي: «كثير كلموني لكن المشكلة أني تعبان، عامل عملية غضروف في ظهري، وده بيخليني مش قادر على أنواع شغل معين، ده غير إني مش معايا شهاده غير الابتدائية، ودي هتخليني أرجع دمياط، عشان أطلعها، وأنا مش عايز أرجع هناك تاني».
رفض «إسلام» تدخل مؤسسة معًا لإنقاذ إنسان، إذ ذكر أنهم عرضوا عليه الإقامة في الدار، لكنه لا يبحث عن مأوى، بل عن وظيفة تتلائم مع ظروفه: «في ناس غيري تستحق مكاني في المؤسسة، لكن أنا قادر اشتغل وأصرف على نفسي، وأنا عايز كده».
يرغب «إسلام» في الحصول على عمل يتوافق مع حالته الصحية ومؤهله العلمي، حتى يصبح قادرًا على دفع ديونه بشكل مستمر كل شهر، فبعد نشر قصته عبر السوشيال ميديا جاءه اتصال من شخص أكد له أنه صاحب شركة، وأنه يريده في العمل معه:«قالي هبعت ليك السواق بكره ياخدك لشقه تقعد فيها، وهتنزل شغل معايا كمان أسبوعين، استنيت يبعت مجاش حد، ولا هو كلمني بعدها».
«أنا مش عايز أفضل في الشارع، بتمنى اشتغل واصرف على نفسي، وأقدر أدفع الديون اللي عليا بدل ما اتسجن، لأن في قضية شغاله دلوقتي مع واحد كنت بأخد منه بضاعة أيام شغل الأمونتال، فأنا عايز أسد كله وأعيش حياتي».. هكذا اختتم الشاب حديثه متمنيًا في الحصول عن وظيفة.
تعليقات الفيسبوك