بروح محارب حقيقي يصارع «أسامة» السرطان، على أمل أن يكون الشاب النافع لأسرته، خاصة أبيه صاحب الفضل الكبير في كل الحروب التي يخوضها نجله، وحتى يطمئن أن والداته الراحلة بعد صراع مع السرطان أيضا، إضافة إلى شقيقاته الثلاث، فخورات به وبما يحاول أن يفعله في حياته.
حرب الشاب أسامة خيري عبدالعزيز، بدأت مع السرطان في عام 2018، وبالتحديد في الوقت الذي كان يحاول فيه أن يقدم كل الدعم الممكن إلى والداته الطبيبة مريضة السرطان، إذ كان رفيقها الدائم في كل جلسات علاجها، وبدأ في تلك الفترة يشعر ببعض الآلام غير المحتملة بأنحاء متفرقة من جسده، وبعد الفحوصات والتحاليل كانت المفاجئة الصادمة للشاب وأسرته، بعد أن تأكدوا جميعًا من إصابته بورم خبيث يتطلب جراحة استئصال عاجلة، قبل أن يخوض مشوارا آخر من المعاناة مع جلسات الكيماوي، وفق ما يحكيه «أسامة» في حديثه مع «الوطن».
أسرة تعرف الصبر
ولأن خريج كلية التجارة جامعة عين شمس، نشأ في أسرة عايشت آلام السرطان الصحية والنفسية، قبل أن ينهي حياة والداته، انتقل إليه بشكل لا إرادي الرضا بقضاء الله وقدره، والسعي في طريق علاجه الصعب والصبر على كل آلامه، وخضع لجلسات الكيماوي التي أكملت علاجه حتى تخطي المرحلة الصعبة من العلاج ولم يعد في حاجة إليها: «الفضل هنا لأبويا وأمي الله يرحمها، ولصديقي العزيز اللي كان واقف في ضهري وبيدعمني طول الوقت، وبيجي معايا جلسات الكيماوي، لدرجة أنه حلق شعره لما بدأ شعري يقع من الكيماوي».
وزن «أسامة» وصل لـ 175 كيلو جرام
صاحب الـ 22 عاما، يجري مسح ذري كل 6 أشهر للإطمئنان على وضعه الصحي مع السرطان، حتى يتأكد أنه لن يهاجمه من جديد، وبمجرد أن أنهى الفصل الصعب من حربه مع هذا المرض، بدأ حربا جديدة يصارع فيها السمنة التي سببت له مشاكل صحية كثيرة منذ أن كان طفل يعيش بالسعودية: «أنا تخين من وأنا طفل، وجربت كل الطرق الممكنة عشان أخس بس مكنتش بوصل لنتيجة، لحد ما وزني بقى 175 كيلو، فكان لازم تدخل جراحي».
وبالفعل خضع الشاب الذي يقطن بمحافظة القاهرة، لعملية تكميم معدة قبل حوالي 4 شهور ساعدته في إنقاص وزنه إلى 130 كيلو جرام: «من وقتها مكمل في طريقي مع الأكل الصحي، لحد ما أوصل بإذن لله للوزن المثالي»، إلى جانب استمتاعه بهواياته في إعداد الطعام والتنظيف العميق للبوتاجازات وغيرها من الأجهزة التي يصعب تنظيفها.
حلم الشاب رضا أسرته عنه
«أسامة» مثل أي شاب بار بأهله، حلمه أن يسعد والده ويجعله فخورا به، بعد رحلة المعاناة التي خاضها مع السرطان والسمنة، إضافة إلى أن يكون الأخ السند لشقيقاته الثلاث بعد أن وقفن بجانبه خلال محنته: «نفسي أمي تكون راضية عني، وبتمنى من كل الناس تدعيلها، لأنها كانت ست طيبة صبرت على بلاء شديد، وكانت نعم الأم والزوجة».
تعليقات الفيسبوك