فى منزل متهالك شاهد جدرانه على خبايا الزمن، تعيش سيدة ثمانينية برفقة شقيقتها التي تصغرها بعام واحد، تتألمان في صمت وتضحكان رغم الحزن ويدمع صميم قلبهما عندما تتذكران حياتهما التي لم تتخيلا يوما أنها ستستمر رغم مرارة الفقد والحرمان، لكن روح كل واحدة تعلقت بالأخرى وأخذتا تداويان جراحهما معا.
«تحية» تزعم: اتعملنا سحر بعدم الزواج والإنجاب
طرف القصة الأول مرتبط بالشقيقة الكبرى التي تدعى بـ«البتعة حسنين»، وعمرها 80 عاما، حيث أخذت بعضد رفيقة دربها الصغرى «تحية» ذات عمر الـ79عاما، وعلى الرغم من أنهما لم تتعلما بالمدارس لكن الحياة أثقلتهما بكافة فنون التجارب متشاركين معا متاعب الحياة، «حياتي معاها حلوة، ماليش غيرها، بناكل ونشرب ونعمل كل حاجة مع بعض، ساندين بعض من يوم وفاة أبونا وأمنا وإخواتنا».
«تحية» و«البتعة» حرمتا من تحقيق حلم الأمومة وتكوين أسرة، لم تتزوجا لاعتقادهما أن الأمر متعلق بسبب أعمال السحر الذي دمر حياتهما، روت «تحية» بصوت باكٍ تفاصيل مؤلمة نفسية بالنسبة لها سببت معاناة: «إحنا كنا 4 بنات مكنش بيجلنا عرسان خالص، وحد قالنا روحوا لشيخ وروحنا قالنا معمولكم عمل عشان لا تتجوزوا ولا تخلفوا، وزهقنا مصاريف على الشيوخ، كل أما نفك عمل يتعمل غيره، لحد ما أبويا وأمي وأختي الكبيرة والصغيرة ماتوا ومبقاش ليا حد غير البتعة».
تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن
في صغر الفتاتين، كان والدهما رجلا بسيطا يعمل في أي شيء، لم يكن لديه حرفة ثابتة، بالمعنى المتعارف عليه «شغال على دراعه»، أما والدتهما فكانت ربة منزل، قالت «البتعة»: «احنا مبنشتغلش، احنا بنصرف من معاش أبونا يدوب بيكفينا، أبونا كان راجل أرزقي بس كان مأمن على نفسه، بناخد 1200 جنيه نصه ليا ونصه لأختي وبنظبط مصاريفنا عشان المعاش يكفينا لآخر الشهر، محدش بيساعدنا».
«تحية» و«البتعة» كلا منهما تؤنس الأخرى وتزيل وحشتها، وتسير أيامهما على وتيرة واحدة، موضحة الأولى تفاصيل يومهما: «بنصحى الصبح، نعمل لقمة ناكلها ونشرب كوبايتين شاي، ونستحمى ونغسل هدومنا والمواعين، ولو هنخرج نروح السوق ونقعد في البيت لحد بالليل، قرايبنا بيجوا كل فترة يطمنوا علينا وزعلانين علينا عشان الأعمال اللي اتعملتلنا».
تعليقات الفيسبوك