«الولد عكاز أبوه»، حكمة طبقها محمد محمد، 50 عامًا، سائق نقل ثقيل، يقيم في منطقة التبين بحلون، فأنجب طفلين و3 بنات، رغبة في أن يعينوه على كبره، خاصة أنه من أصحاب الإعاقة، وحركته معتمدة على عكازين، وجليس المنزل منذ سنوات، بمقابل مادي بسيط توفره له شركة عمله، منتظرًا طفليه «مصطفى وثابت» حتى يكبران، ويتعكز عليهما، إلا أن إصابتهما بمرض مناعي نادر فتت أحلام والد الـ5 أبناء.
بداية ظهور الأعراض على الطفلين
في عام 2018، بدأت أعراض المرض المناعي تظهر على الأطفال «مصطفى» 12 عامًا، و«ثابت» 6 سنوات، متمثلة في تورم الوجه، ومشكلات في الكلى، وانتفاخ في الجسم، حسبما ذكر والدهما «محمد» في حديثه مع «الوطن»، لافتًا إلى أن الطفل الأصغر «ثابت» يزيد في الأعراض عن شقيقه بارتفاع نسبة السكر لديه: «بتوصل معاه لـ500»، فضلا عن إصابته بفيروس في الكبد، يتسبب في زيادة أعراض الصفرة عليه.
رحلة الطفلين بين المستشفيات والأدوية
وعرض الأب طفليه على الكثير من الأطباء والمستشفيات، وجلس «مصطفى وثابت» في بعض منهم 45 يومًا، وأوقات أخرى شهر، بحسب حديث «محمد»، مضيفًا أن جميع الأطباء لم يجدوا حلا لمشكلة نجليه، وشخصوا الحالة بأنها مرض مناعي سيستمر معهما طوال حياتهما، لافتًا إلى أنهم ملتزمين بأنواع أدوية معينة «برشام»؛ لتساعد على تقوية المناعة، وتعطل من دخولهم في دائرة الغسيل الكلوي.
الأب: «الدكاترة نصحتني مفتحتش على نفسي باب كبير»
«الدكاترة قالتلي اصبر وربنا يعينك على ما بلاك»، بهذه الكلمات عبر الأب الخمسيني، عما توصلت له حالة طفليه، مستكملا: «في دكتور متابع حالتهم من زمان بقى بيخاف يعملهم تحاليل لتظهر حاجة جديدة»، مضيفًا أن ذلك الطبيب نصحه بألا يفتح على نفسه بابًا كبيرًا، خاصة أن حالة أبنائه تسوء، ومناعتهم الضعيفة تجعلهم عرضة للإصابة بأي مرض: «لما بنروح المستشفى مبيدخلوهمش إلا للضرورة وبيفضلوا في العربية»، كما أنه لا يمكن لهم الذهاب إلى الدروس، أو التواجد وسط أعداد كبيرة.
«محمد»: أتمنى أطفالي يتعالجوا وأجهز بناتي
الحالة المادية البسيطة لـ«محمد»، وظروف إعاقته، وجلوسه بدون عمل، صعبت أمور المعيشة عليه، خاصة بعد إصابة طفليه، وإنفاقه مبالغ كبيرة على علاجهم غير المٌجدي، فضلا عن باقي أبنائه، حيث لديه فتاتان ينتظر تجيزهم للزواج، من بينهم واحدة تأخرت في إتمام زواجها بسبب المصاريف، وتكاليف الجهاز الخاص بها، ومع ذلك يستمر الأب في الدعاء لله، والشكر على البلاء، متمنيًا أن يجد من يمد له يد العون في علاج طفليه، أو يساعده في الحصول على قرض لتجهيز ابنته.
تعليقات الفيسبوك