منذ أن أصبح عمره 10 سنوات وهو يعمل بعدما انفصل والده عن والدته وترك لها 7 صغار، أكبرهم «رضا» ذلك الشاب الذي قرر العمل في المعمار منذ الصغر، حتى يتمكن من توفير نفقات الأسرة التي تركها الأب ولم يعد ينفق عليها، ليتحول الطفل الصغير حينها لـ«أب» لتلك الأسرة في سن صغيرة، ولكنه كان أهلا لتلك المسؤولية الكبيرة التي وقعت على عاتقه وهو ما زال في سن صغيرة.
كفاح رضا خالد، 25 عاما، من محافظة الجيزة، جعله يدرك أن الحياة ما هي إلا مجرد عمل شريف يكفل له القدرة على إطعام 6 أشقاء وأم: «ملهمش غيري من بعد ما أبويا سابنا زمان وأنا صغير».
كفاح ومعاناة
رحلة كفاح بطلها شاب لم يعرف المستحيل، رغبته في إطعام أشقائه دفعته إلى العمل في مجال المعمار والأعمال الخرسانية، على الرغم من جسده النحيف إلا أنه كان يحمل «شكاير الأسمنت» على ظهره دون أن يشعر بتعب، ويعود إلى بيته في منطقة العياط بمحافظة الجيزة، وهو يحمل جنيهات قليلة ولكنها كثيرة لمن ذاق مرارة الفقر والاحتياج: «طلعت اشتغلت في المعمار علشان اربي اخواتي، مكنش فيه حل قدامي غير إني أسيب المدرسة، وفعلا طلعت من ابتدائي، وبدأت أشتغل في المعمار، فضلت أكتر من 14 سنة شغال، لحد من سنة وربنا قدرني وجوزت واحده منهم وباقي 3».
بعد ظهور فيروس كورونا، مكث «رضا» في المنزل، ولم يجد عمل بديل قبل أن يفكر في استغلال حبه للأكل، ويقوم بعمل سندوتشات للمارة في الشارع، ولكن ثمة مشكلة وقفت أمام حلمه هذا وهي من أين له أن يحضر ثمن تجهيز مكان ليقوم باستغلاله في البيع، ولكنه فشل في توفير نفقات تأجير مكان حتى قرر أن يقوم بشراء «فاترينة» وقطعة خشبية بجوارها: «وقفت بيهم في الكيت كات، بعمل سندوتشات جبنة ومربى وحلاوة بالقشطة، وربنا ساترها معايا الحمد لله».
مع دقات الثانية ظهرا يبدأ العشريني في تجهيز السندوتشات ويظل في الشارع حتى الواحدة صباحا: «صرفت كل اللي حيلتي في المشروع ده، حوالي 2000 جنيه، وكل حلمي إني أستر أخواتي البنات وأنا مش لازم أتجوز، المهم هما، خايف عليهم من الزمن».
تعليقات الفيسبوك