منذ ما يزيد عن قرن كامل تعمل عائلة "مصطفي" في مجال المأكولات الشعبية، تلك المهنة التي لازال يعمل بها الحفيد وأخواته حتي الآن، يحكي "هشام" أحد الأحفاد البالغ من العمر 54 عاما ويعمل حتي الآن علي تلك العربة، أنه ورث تلك المهنة عند جده الثالث من ناحية أبيه، حينها كان يمتلك الجد مطعم صغير في وسط البلد يقدم من خلاله مشويات ومأكولات شعبية: "كان هنا زمان جروبي، وكان لما يتعمل حفلات عندهم كانوا يبعتوا الجرسونات بليل ياخدوا وجبات من جدي، كان تقريبا كل أسبوع بيكون فيه حفلة، جدي كان أول واحد يدخل كهرباء عنده في المحل من الشارع العمومي، كانت لسه الكهرباء مدخلتش البيوت، وبعدين لما اتزنق باع المحل، بالعدة بتاعته بـ 40 جنيه وده كان وقتها مبلغ كبير جدا".
الجد يبيع المحل ويستمر بالمهنة
بعد أن قام الجد ببيع المحل، قرر أن يستمر في مهنته التي لم يكن يعرف غيرها ويشتري عربية خشب ويتجول بها في الشوراع من أجل توفير النفقات بعد أن كان يملك محل، وبعد جولات عديدة في الشوارع قرر الإستقرار بها أم مسجد الساحة بشارع رشدي بمنطقة وسط البلد، ليتمكن من تكوين عدد كبير من الزباين: "بعد ما جدي توفي العربية انقرضت وباظت لأنها كانت خشب بسبب الإهمال، وبعدين جيبنا فاترينه ازاز وشواية نشتغل عليها، وكنت وقتها بقف مع أبويا وانا صغير، وسيبت التعليم علشانه، بعد ماكنت في تالته ثانوي".
محاولة فاشلة
وإستمر الحال كثيرا بتلك العربة حتى قام الأب بشراء محل صغير في منطقة العادلي، إلا إنه فشل في جذب زبائن له، ليعود الأب وأبنائه مرة أخري إلي العربية: "المحل مشتغلش وكنا برضه شغالين وقتها علي العربية، رجعنا نفس المكان تاني وسيبنا المحل، وفضلنا علي الوضع ده لحد ما أبويا توفي، ومسكت أنا العربية مع أخواتي".
أحمد عدوية زبون دائم
يقدم الأشقاء الثلاثة وجبات الكفتة والطرب التي يشتهروا بها بشكل كبير نظرا للمذاق المميز لها، الأمر الذي كان حافز لبعض نجوم الفن لأن يأكلوا من تلك العربة كما يؤكد" هشام" وعلي رأسهم الفنان أحمد عدوية الذي يحرص دوما علي أكل «الطرب»، إلي جانب الفنان الراحل محمد نجم وكذلك الفنان الراحل أبوبكر عزت: "بنعمل شغل بيعجب الناس، واللحمة بتيجي من جزار مشهور ومضمون كان أبويا بيتعامل معاه"
أبناء جامعيين تربوا علي تلك العربة
نجح هشام في الوصول بـ أبنائه إلي التعليم الجامعي، وتحديدا كلية الألسن التي يدرس بها 3 من أبنائه "ولدين وبنت": "قدرت أوصلهم للكلية ومبسوط بيهم، وحاسس إني كده أديت واجبي كما ينبغي، ولهم بقي الحرية في إختيار المجال المناسب لحياتهم، كانوا بيقفوا معايا علي العربية زمان، وكانوا معروفين والناس بتحبهم".
تعليقات الفيسبوك