مع صباح يوم 20 فبراير عام 2002 ووقوع الكارثة المعروفة إعلاميا بـ«قطار الصعيد»، الذى اشتعلت النيران فى عرباته لتخلف أكثر من 350 ضحية، كان من بين الناجين طفل لا يتعدى الـ4 أعوام، يجد نفسه بدون أهل.
محمد عبد الله عبد الرحمن المهدي، شاب عمره 23 عاما حاليا، وهو الطفل «أحد الناجيين من بين ركاب القطار المنكوب»، لتكتب عليه الحياة العيش يتيما في أحد دور الأيتام بمحافظة المنيا: «من وانا صغير اتربيت في ملجأ ومديرة الدار قالتلي أنها لقيتني في المنيا في حادثة القطار وكنت متبهدل وصرفنا عليك وربيناك في الدار».
ويروي «محمد» لـ«الوطن»، أنه ظل في دار الأيتام حتى أتم السن القانوني وحاليا يعيش في طنطا، ولكن دون مأوى: «انا معرفش أي حاجة في الدنيا، واتحايلت على مديرة الدار كتير إني أفضل معاها وأنها مشافتش مني أي شقاوة ولا حتى شربت سيجارة بس هي رفضت علشان تميت السن ومن ساعتها وأنا متبهدل في الشوارع».
أصبح الشارع صديق ومأوى «محمد»، حتى عثر على وظيفة «كومساري أتوبيس» في مدينة طنطا واستطاع استئجار غرفة بسيطة لينام فيها على الأرض ويبدأ نوعا جديد من المعاناة، حيث أنه لا يستطيع حتى شراء ملابس أو متطلبات المعيشة الأساسية.
«من حوالي أسبوعين وقعت من الأتوبيس اللي شغال عليه، واتبهدلت ومبقيتش قادر أمشي على رجلي وكنت بمشي بعكاز في الشارع علشان حد يديني أكل لأن الفلوس اللي معايا مش مكفية حاجة، وكنت باكل جبنة وعيش وخلاص» بتلك الكلمات عبر الشاب العشريني عن حزنه ومأساته.
وبسبب ما يمر به الشاب من ضيق الحال قرر البحث عن أهله لعله يجدهم ليحتووه وينقذوه من غدر الدنيا، حيث استعان بـ«الفيس بوك» للعثورعليهم، كما يعاني محمد أيضا من التنمر كونه دون أهل: «تعبت من كتر الناس بتعايرني وبتقولي تربية ملاجأ وانا ليا أهل ونفسي ألاقيهم، عايش أعيش حياتي زي باقي الناس».
تعليقات الفيسبوك