محمد عبدالله
رغم كونه مجهول النسب، ولا يعرف أحد شيئاً عن ذويه، فإنه ما زال يتعلق بأمل العثور على والديه بعدما فقدهما فى حادث قطار أواخر التسعينات، حينها لم يكن «محمد عبدالله» قد أكمل عامه الأول، ومنعه صغر سنه من معرفة ملابسات ما حدث، ولم يعلم ما حدث لوالديه، فقط كل ما يعرفه أن مسئولى الدار التى عاش فيها بإحدى مناطق مدينة طنطا بالغربية، أخبروه بأنهم عثروا عليه فى حادث قطار شهير، ولم يعلموا ما إن كان والداه راحا ضحية الحادث أم لا.
رحلة بحث «عبدالله» عن والديه بدأت وهو فى سن 13 سنة، ليبدأ فى محاولة معرفة ما حدث، وهل هو ابن غير شرعى أم أن الحادث كان سبباً فى ضياعه من أهله، تساؤلات عديدة كانت لدى الفتى ليذهب بها إلى أحد مشرفى الدار، لمعرفة حقيقته، وبالفعل علم أنه فقد والديه فى حادث قطار، ولم يستدل عليهما حتى الآن: «هما فين، نفسى أشوفهم، نفسى أقول بابا وماما، زى باقى الناس».
عاش «عبدالله» سنوات عديدة من عمره داخل دار إيواء، ولكنها كان على يقين بأنه سيعثر على والديه يوماً، لذلك قرر ترك الدار، عندما بلغ 19 عاماً، ليتفرغ للبحث عنهما، بعدما قضى سنوات داخلها يبحث أيضاً عنهما: «خرجت من الدار على أمل إنى ألاقيهم ومفيش فايدة، بقالى 3 سنين فى الشارع، بنام تحت كوبرى التجنيد، ومش لاقى شغل، ونظرات الناس ليّا صعبة أوى، لما يعرفوا إنى مجهول النسب».
يحلم «عبدالله» بلقاء والده، أو أحد أفراد أسرته، كى يعوض سنوات قضاها بمفرده دون أن يكون له أهل: «نفسى ألاقيهم، أنا حاسس إنهم ماماتوش فى القطار»
تعليقات الفيسبوك