مجهول النسب، لا يعرف أحد شيئا عن ذويه، ورغم تعاقب السنين لا يزال يتعلق بأمل العثور على والديه بعدما فقدهما في حادث قطار في أواخر التسعينات، حينها لم يكن محمد عبدالله 23 سنة، قد أكمل عامه الأول بعد.
صغر سنه منعه من معرفة ملابسات ما حدث، ولم يعلم ما حدث لوالديه، فقط كل ما يعرفه أن مسؤولي دار المشردين التي كان يعيش بها بإحدى مناطق مدينة طنطا بمحافظة الغربية، أخبروه بأنهم عثروا عليه في حادث قطار شهير، ولم يعلموا ما إن كان والداه راحا ضحية الحادث أم لا زالا على قيد الحياة.
رحلة بحث
رحلة بحث «عبدالله» عن والديه بدأت وهو في سن صغيرة عندما بلغ من العمر 13 سنة، ليبدأ في محاولة معرفة ما حدث، وهل بالفعل هو ليس ابن غير شرعي أم أن الحادث كان سببا في ضياعه من أهله إلى الأبد، تساؤلات عديدة كانت لدى الفتى ليذهب بها إلى أحد مشرفي الدار، لمعرفة حقيقته، وبالفعل علم أنه فقد أبويه في حادث قطار، ولم يستدل عليهما حتى الآن على الرغم من مرور تلك السنوات: «هما فين، نفسي أشوفهم، نفسي أقول بابا وماما، زي باقي الناس».
عاش «عبدالله» سنوات عديدة من عمره داخل دار إيواء المشردين، ولكنه كان على يقين بأنه سيعثر على والديه يوما، لذلك قرر ترك الدار، عندما بلغ 19 عاما، ليتفرغ للبحث عنهم، بعدما قضي سنوات داخل الدار يبحث أيضا عنهم دون جدوي: «خرجت من الدار على أمل اني الاقيهم ومفيش فايده، بقالي كده 3 سنين في الشارع، بنام تحت كوبري التجنيد، ومش لاقي شغل، ونظرات الناس ليا صعبة أوي، لما يعرفوا إني مجهول النسب، رغم إنها حاجه مش بأيديا».
لم يكن فقدان الوالدين هو الأمر الأصعب في حياة الشاب، ولكنه الآن أصبح بلا مأوي، ولا يعرف متى سيجد ذويه: «النومة في الشارع صعبة، وأنا عايز ارتاح من العذاب ده، ومن البهدلة، ومن نظرات الناس».
يعمل «عبدالله» الآن في كافية ويفترش الأرض في المساء لينام داخله: «بعد ما خلصت دبلوم صنايع، سيبت الدار علشان أدور على أهلي، وفضلت 6 شهور بنام تحت كوبري التجنيد في طنطا، لحد ما لاقيت شغل في كافية، بنام فيه، لحد ما الاقيهم».
يحلم «عبدالله» بلقاء والده، أو أحد أفراد أسرته، كي يعوض سنوات قضاها بمفرده دون أن يكون له أهل: «نفسي الاقيهم، أنا حاسس أنهم ممتوش في القطار وإني هشوفهم قريب».
تعليقات الفيسبوك