تركا كل ما ورائهما من حياة تقليدية وروتين والتزامات، تقابلا صدفة في إسطنبول، حيث نشات قصة حبهما، ورغم اختلاف الجنسية والثقافات، جمعهما نفس التفكير وشغف الاستكشاف والعيش في حرية مطلقة، ليتزوج الثنائي محمد العفيفي الشاب المصري ودومنيك الألمانية، ويبدأ التجول في بلدان العالم، حتى جاء ابنهما "يونس"، فقررا شراء "كرفان" لحمايته واستكمال الترحال.
"استقلت من شغلي من حوالي 4 سنين، وبدأت ترحال من وقتها، وقابلت مراتي وسافرنا مع بعض من جنوب إفريقيا لمصر مواصلات عامة، واتجوزنا في أسوان"، هكذا لخص اليوتيوبر محمد، بداية رحلته من تركه عمله لزواجه وسفرهما سويا، ونشر فيديوهات على يوتيوب، حتى أنجبا "يونس"، وتغير الحال، لكن الشغف وحب السفر لم يتوقف.
لم يجد الثنائي حلا غير شراء "كرفان" عمره 30 سنة، ليكون وسيلتهم في السفر حول العالم مع ابنهما "يونس": "ملاقيناش حل غير أننا نشتري بيت صغير نوفر على نفسنا تمن الإيجار، لأننا حاليا عايشين في ألمانيا، والإيجار غالي جدا، والسفر مع طفل مختلف تماما عن أننا نسافر لوحدنا، ونشيل شنط على ضهرنا ونركب مواصلات عامة، طبعا مينفعش دلوقتي ولازم يكون في نوع من الاستقرار لحد ما لاقينا كرفان"، بحسب محمد.
القرار اتخذه محمد ودومنيك في أغسطس الماضي، ثم حولا "الكرفان" موديل "88"، إلى الشكل الذي يرغبا فيه، وبدأت أولى رحلاتهم بصحبة "يونس" بالسفر إلى جبال الألب، ويحضروا أنفسهم الآن للرحلة المقلبة، لكن يظل السؤال كيف ينفق الثنائي على حياتهما، خاصة أنهما لا يعملان، يقول محمد: "لما استقلت وسافرت، بدأت وقتها أسس قناة يوتيوب ليا، وأعمل فيديوهات السفر اللي بوثق فيها رحلاتي، وهي مصدر دخلي الأساسي زي شغل الأونلاين".
"هو الدخل مش أكبر حاجة، بس إحنا معتمدين على تقليل المصاريف بشكل كبير جدا، بحيث أنها تكفينا وتكفي انتقالتنا"، بهذه الطريقة يتأقلم الثنائي على حياتهما سويا، ويساعدهما الكرفان على قضاء حياة مستقرة: "عندنا في الكرفان مطبخ كامل، ومخزن كمان بنحط فيه حاجات السوبر ماركت كل أسبوع، وعندنا تلاجة بتشتغل كهربا وغاز، وتانك مياه يكفينا 5-6 أيام، وفيه كهربا جوه الكرفان نقدر نشغل نور أو نشحن تليفوناتنا"، بحسب محمد.
في حالة مرض أي منهم، خاصة الطفل "يونس" أثناء التجول بين الدول، يوضح محمد طريقة التعامل: "عاملين حسابنا أننا دايما في السفر منبقاش بعيد عن المدن، ولينا تأمين صحي لو حصل مشكلة".
ولم يجد الثنائي أي مشاكل بالنسبة لرد فعل الأهل تجاه ما يفعلوه: "إحنا موجودين في ألمانيا دلوقتي وأهل مراتي عايشين فيها، لو في رحلة طويلة بنسلم عليهم، حتى أهلي في مصر بشوفهم كل فترة وبيشجعوني وواقفين ورايا، وأهالينا مبسوطين وفخورين بينا".
وتتلخص الصعوبات في حياة محمد ودومنيك، في أن عمر الكرفان تقريبا أكثر من 30 عامًا، لأن إمكانياتهما غير كبيرة: "هو مش سريع ومش أحسن حاجة، المشاكل كلها ميكانيكية في حدود إمكانيات الكارفان، ما بنزودش عن ساعتين سواقة سفر، علشان منهلكش نفسنا المهم، أننا نستمتع".
وبالنسبة للأصدقاء، يقول محمد إنه حاليا لا يوجد أصحاب يسافرون معهما، لكن يلتقي الثنائي مع أشخاص مثلهما على الطريق: "بنتقابل في أماكن متفرقة، لأن الفكرة منتشرة في أوروبا ومش جديدة، لما بنخيم في أماكن مختلفة بيدي فرصة أننا نتعرف على ناس جديدة في كل مكان بالعالم".
"مش حاسين بندم، مستمتعين باللي بيحصل، وبالنسبة للمستقبل إحنا عايشين الواقع ومستمتعين بيه، ونعيش الحاضر ومنفكرش في المستقبل"، هكذا أنهى محمد حديثه، موضحا أنه لا يزال هناك 5 أعوام حتى يكبر ابنهما يونس، وحينها يمكن التخطيط لما سيفعلوه: "عشان هيكون لي احتياجاته الخاصة، مدرسة واستقرار".
تعليقات الفيسبوك