50 طالباً فأكثر في فصل دراسي بإحدى المدارس، يجلس في المقعد الواحد ثلاثة طلاب وأحياناً أربعة، شباك أو اثنان فقط لدخول الهواء، حركة هنا وحركة هناك، حديث في هذا الجانب وحديث في الجانب الآخر، إصابة شخص واحد منهم بالإنفلونزا سيؤدي إلى إصابة عشرت الطلاب.
عدد الطلاب الكثير في الفصل الواحد أدى إلى فقدان السيطرة على الطلاب، وشعور المدرس بضخامة العدد الذي أدى بدوره إلى عدم تمكنه من شرح الدروس بشكل جيد وإيصال المعلومة إلى تلاميذه، وعدم تمكن بعض التلاميذ من وصول المعلومة إليهم.
بعد انتشار فيروس كورونا المستجد، وإصابة الملايين منه حول العالم، والذي ألقى بظلاله بالسلب على كل الحياة العامة، كان دور الفيروس داخل المدارس إيجابياً إلى حد كبير، فهذه الظاهرة استطاع انتشار فيروس كورونا القضاء عليها نهائياً، فمع عودة العام الدراسي الجديد بعد غياب استمر لـ7 أشهر، والتزام المدارس بتنفيذ كافة الإجراءات الإحترازية للوقاية من الفيروس، والالتزام بالتباعد الاجتماعي بين الطلاب، أصبح في الفصل الواحد عدد قليل من الطلاب، وكل واحد منهم في مقعد بمفرده، بعد توزيعهم على أعداد معينة من الأسبوع، مما سهل على المدرس إيصال المعلومة وتحرك التلاميذ داخل الفصل بحرية.
أولياء الأمور سعيدون بإجراءات التباعد
واحدة من أولياء أمور التلاميذ بمدرسة مصطفى مشرفة بالإسكندرية، تدعى نجلاء أباظة، قالت إنه لأول مرة يستطيع التلاميذ الاستماع إلى الدروس وشرح المعلم بكل سهولة، ويستطيع المدرس إيصال المعلومة جيداً إلى تلاميذه، مؤكدة على أن الإجراءات الوقائية ضرورية بسبب فيروس كورونا: "بالرغم من إن خوف أولياء الأمور على أبنائهم وهما متواجدين داخل سور المدرسة بسبب انتشار الفيروس وخوفهم أن ابنهم يصيبه العدوى، إلا أن التباعد بين الطلاب مهم جداً عشان نحقق سلامة الطلبة ونمنع انتشار العدوى، وكمان بيساعدهم على إنهم يسمعوا المدرس كويس ويفهموا الدرس".
داليا: إجراءات التباعد أفادت الطالب والمدرس وولي الأمر
سعادة تعيشها داليا مصطفى، ولي أمر 3 طلاب في مراحل دراسية مختلفة، عندما رأت التباعد الاجتماعي بين الطلاب في الفصول، والتي أكدت أنها مصلحة كبرى لأولادها: "لما روحت المدرسة ودخلت الفصل لقيت فيه من 21 لـ27 طالب بس، وكل واحد قاعد في ديسك لوحده، حتى لو اتنين مع بعض وكل واحد على الطرف فده شيء كويس".
استفادة حققها الطالب والمدرس وولي أمر من إجراءات التباعد الاجتماعي في المدارس، بحسب "داليا"، والتي ترى أنها لن تلجأ إلى الدروس الخصوصية لأن قلة عدد الطلاب سيساعد المدرس في إيصال المعلومة لطلابه: "المدرس بيدخل أكتر من فصل وحصة في اليوم، بيبقى مش طايق نفسه ومتعصب، فلما يدخل يلاقي 40 طالب في الفصل فمش بيشرح كويس، لكن دلوقتي بيشرح لـ20 واحد بس، فدي حاجة تفتح نفس المدرس إنه يشرح".
تعليقات الفيسبوك