أثبتت الدكتورة جوسلين يحيى، أستاذ الكيمياء العضوية بالمركز القومي للبحوث، في دراسة لها أنه بالرغم من أن ثمرة البلح السماني بها كمية جلوكوز وسكر مرتفعة جدا، إلا أن قشر هذه الثمرة "يقلل معدل السكر في الدم، ونسبة الدهون في الجسم، وقد شملت الدهون التي انخفضت: الكوليسترول الكُلي، والدهون الثلاثية، والدهون الضارة".
في هذه الدراسة تم فصل مركبيين مضادين للأكسدة طبيعيين (فلافونيدين) جديدين من مستخلص قشر البلح السماني، وتم تقييم هذان المركبان لنشاطهما البيولوجي على الجرذان المصابة بداء "السكري آلوكسان" بإعطائهم جرعة 1.5 مل / 100 جم بالوزن من المركبين لمدة 30 يوما عن طريق الفم.
وقد أدى معاملة الجرذان المصابة بداء السكري بالمركبين لتحسن ملحوظ حيث انخفض مستوى الجلوكوز في الدم من 330 + 5.5 ملغ / ديسيلتر إلى 140 + 1.2 ملغ / دل؛ وتحسنت وظائف الكبد بشكل ملحوظ، وزادت مستويات الأنزيمات التي من شأنها الدفاع عنه، كما تحسنت وظائف الكلى.
وتؤكد "جوسلين" هنا أن هناك دراسات يتم إجراؤها على قشور فواكه أخرى، فضلا عن أوراقها وبذورها، لايمكن الإعلان عنها الآن، لكن على الرغم من النتائج الإيجابية التي ظهرت حتى الآن، على الأقل فيما يتعلق بقشور الرمان واليوسفي والبلح السماني، وما تم اثباته من فوائد علاجية كبيرة لها، فإنه "لم يتم الاستفادة منها حتى الآن على نطاق تجاري أو دوائي واسع، لتعم الاستفادة على المصريين، ونسد ولو جانب من نزيف العملة الصعبة الذي ننفقه على الأدوية المستوردة"، بحسب تأكيد الأستاذة بالقومي للبحوث.
هنا تشير "جوسلين" إلى أنها حاولت التواصل مع أحد مصانع الصناعات الغذائية (مصنع عصائر)، حيث تتوافر قشور هذه الفواكه ويتم التخلص منها كمخلفات، وكان رد إدارة المصنع "هنفكر ونرد عليكم، لكن لم يحدث شيء"، وهو ما تفسره ب"وجود حلقة مفقودة بين المجتمع البحثي والصناعي، وهو ما يستدعي تدخل الجهات المعنية مثل هيئة التنمية الصناعية أو غيرها لتبني الفكرة وتطبيقها في الواقع، علما بأن الأمر لن يتطلب "أشياء صعبة"، فقط "أواني استخلاص، وجهاز لتركيز المستخلص أكبر".
وهنا يثار سؤال أيضا "لماذا لم تتبنى أي من مصانع الأدوية المصرية الفكرة؟"، وتجيء الإجابة صادمة:"ما هو أنا اكتشفت في رحلة البحث عن مصنع يتبنى الفكرة، إننا ما عندناش صناعة دواء، صحيح لدينا شركات أدوية، لكن ليس لدينا صناعة أدوية، بمعنى أن الدواء يأتي إلينا مُصنع جاهز، والمادة الفعالة مستوردة من الخارج، فقط نضيف ألف+ب، ونضعها في شكل قرص أو كبسول، لكننا لا نُصنع من الألف للياء مثلما تفعل شركات الدواء في الخارج".
فقط شركة وحيدة سمعت الأستاذ بالمركز القومي للبحوث أنها بدأت طريق "انشاء أدوية" بدون آثار جانبية، وأنها أنشأت قسم داخلها يعمل على هذا الغرض، وهي تجري حاليا اتصالات معهم، من أجل تبني انتاج مستخلصات قشور الفواكه التي أثبتت الدراسات فائدتها.
وإلى أن تنجح هذه الشركة أو إحدى الشركات الأخرى في انتاج هذه المستخلصات وطرحها بشكل تجاري كأدوية، تؤكد الدكتورة جوسلين أن الحيل القديمة لربات البيوت المصريات في الاستفادة من قشور هذه الفواكه وإدخالها ضمن أطعمتنا، مفيدة بالطبع، لحين الوصول إلى الاستفادة الكاملة عبر انتاجها بالتركيزات والجرعات التي أثبتت الدراسات قدراتها في علاج الأمراض السالفة.
تعليقات الفيسبوك