كان الأمل الوحيد للطفلة الصغيرة في البقاء على قيد الحياة، بعد إصابتها بسرطان العظام، هو الخضوع لعملية بتر لساقها، ثم إعادة تثبيتها ثانية بشكل عكسي، حتى تتخلص من المنطقة المصابة، وتصبح في نفس الوقت قادرة على استخدام الأطراف الصناعية، وقد كللت العملية بالنجاح بالفعل، وأصبحت الفتاة الصغيرة قادرة على الوقوف والحركة مرة أخرى.
في أغسطس 2017 ، قبيل عيد ميلادها السابع، أصيبت "أميليا إلدريد" بانتفاخ في ساقها اليسرى بشكل غامض، ولم يكن هناك سبب واضح لهذا الانتفاخ، الذي استمر لمدة أسبوعين، حتى ظهرت نتيجة الأشعة السينية (X-rays) وبينت وجود ورم سرطاني في عظم الفخذ اليسرى، ينتمي لنوع السركوما العظمية (Osteosarcoma)، المعروف أيضا باسم الورم الغرني العظمي، والذي يعتبر أكثر أنواع السرطان العظام شيوعا، وفقا لما نشرته (Daily Mail) الإنجليزية.
بدأت "أميليا" العلاج الكيميائي (Chemotherapy) في سبتمبر من العام نفسه، ولكن الاختبارات والفحوصات التي تم إجراؤها بحلول شهر نوفمبر أكدت أن الورم السرطاني الخبيث آخذ في الازدياد، ووصل إلى مرحلة متأخرة، وأبلغ الأطباء الوالدين أنه لا يوجد إلا حلين اثنين، إما إجراء عملية بتر للساق بأكملها، أو اجراء عملية تعرف باسم "الرأب التدويري"، أو (Rotationplasty)، التي تتضمن بتر الجزء المصاب، وهو الجزء الأوسط من الرجل الركبة، وإعادة تثبيت الجزء الأسفل منه بعظام الفخذ.
تكمن أهمية العملية في أنها تزود المريض بركبة بديلة لتلك التي تم ازالتها ضمن الجزء المصاب المبتور، فبعد إعادة تثبيت الساق بشكل معكوس، تكون أصابع القدمين موجهة إلى الوراء، بينما يكون الكعب موجها إلى الأمام، وبهذه الطريقة يؤدي الكعب وظيفة الركبة المفقودة، لاحتوائه على مفصل مشابه لمفصل الركبة، وبالتالي يمكن للمريض أن يضع الرجل المعكوسة، التي تكون أقصر من الرجل الطبيعية، في طرف صناعية، وتحريك تلك الطرف الصناعية واستخدامها في المشي والجري، معتمدا على مفصل الكعب كمحور مركزي مماثل لركبة البشر الطبيعيين.
قرر الأبوان اللجوء للحل الثاني، وهو إجراء عملية الرأب التدويري، لما لها من مزايا إضافية عن عملية البتر الكامل، مثل إمكانية استخدام الأطراف الصناعية بشكل أكثر فعالية، وكذلك لأن هذه كانت هي رغبة "أميليا" نفسها، التي اتخذت قرار الخضوع للعملية الجراحية غير المعروفة بعد مشاهدتها لمقطع فيديو على موقع "يوتيوب" يحكي قصة فتاة أخرى، عانت مثلها من سرطان العظام بالساق، وخضعت لنفس العملية، وتمكنت استعادة القدرة على القيام بالعديد من الأنشطة التي كانت تؤديها سابقا.
على الرغم من نجاح عملية الرأب التدويري، التي خضعت لها الفتاة في أبريل 2018، فإن "أميليا" مازال عليها الخضوع لمزيد من جلسات العلاج الكيميائي وتعاطي العديد من الأدوية لشهور عديدة أخرى، إلا أن الفتاة الصغيرة أثبتت قدرة مذهلة على الصمود ومواجهة المرض والتعقيدات الطبية المترتبة عليه، بطريقة جعلتها مصدر إلهام للعديدين على شبكة الإنترنت، ولأبويها بشكل أكبر، بعد أن استعادا الأمل في الحصول على حياة سعيدة، متخذين من ضحكات ابنتهما الشجاعة وابتسامتها الدائمة مصدرا لقوتهما وإيمانهما بإمكانية هزيمة كل الصعاب.
قالت "ميشيل"، والدة الفتاة "أميليا"، إن حالة ابنتها تشهد تحسنا كبيرا ومستمرا، ما مكنها من ممارسة العديد من الأنشطة التي تحتاج لقدر كبير من الحركة والسرعة، مثل الرقص ولعب كرة القدم والسباحة والتزلج والسباحة وركوب الدراجات والقفز على الترامبولين.
تعليقات الفيسبوك