بين "تقليص ساعات العمل والأيام الأسبوعية".. بدأت بعض الشركات مؤخرا بتغيير الإطار التقليدي المعتاد عليه من أجل الحصول على جودة عمل أفضل وزيادة إنتاج أكبر.
بينما لايزال يعتقد آخرون أن هذه التغيرات قد تؤثر على مهام العمل وكمية الإنتاج اليومي، مما يجعلهم يظلون على نفس النظام التقليدي سواء في عدد الساعات التي تصل إلى أكثر من 8 ساعات أو العمل 6 أيام في الأسبوع.
وشرح مصطفى خليفة استشاري تطوير الأعمال لـ "الوطن" حقائق قد تكون صادمة لبعض أصحاب الشركات عن الإجازات وتخفيض ساعات العمل والأيام.
أوضح خليفة أن هناك عدد من الدراسات التي توصلت إلى أفضل عدد ساعات عمل، وحددت أيضا أفضل الأوقات التي يعمل فيها الموظف بأكثر إنتاجية وجودة.
ووجدت الدراسات أن أفضل ساعات العمل تكون في الساعات الصباحية قائلا: "مش أول ساعة في الشغل لأننا بنبقى مدخلناش لجو الشغل والتركيز لكن في الساعات التالية للأولى خصوصا الساعة التانية والتالتة والرابعة، يعني لو بتشتغل من الساعة 8 مثلا فأفضل 3 ساعات فيهم شغل ممتاز هما من 9 لـ 12".
وأضاف خليفة أن بعد ذلك يحتاج الموظف للحصول على راحة حتى يستطيع استكمال مهام العمل ويعود لنفس أجواء العمل والإنتاجية العالية ولكن ليس لمدة 3 ساعات، تكون لمدة أقل ثم يحتاج مرة أخرى لراحة حتى يفصل: "وجودتهم مش زي الفترة الأولى من ناحية حجم الإنتاج وكمان جودة الشغل عشان كده أخر ساعة أو ساعتين في الشغل مش بيبقى فيهم شغل كتير وبيحصل مشاكل في الجودة وبنضطر نبص عليه تاني يوم"، ما يعنى أن تقليص ساعات العمل تكون أفضل بشكل كبيرة.
وعن أيام العمل الأسبوعية، أكد خليفة أنها لها فارق كبير في طريقة العمل والتركيز أي أن أول يوم بعد الراحة الأسبوعية سواء كان يوم واحد أو يومين، يكون أسوأ يوم من ناحية التركيز موضحا: "طيب ليه مع أننا لسه طالعين من يوم إجازة، ده لأن ضغط الأسبوع اللي فات مكفاش الراحة، وكمان لأنك بتفصل في الإجازة وبالتالي محتاج وقت عشان ترجع لجو الشغل ومستوى أدائك"، لذلك يعتبر تقليل أيام العمل وزيادة عدد الإجازات العمل ينتج عنها تركيز أكثر وإنتاجية أكبر.
وسائل أخرى لزيادة إنتاج العمل وجودة أفضل وتابع استشاري تطوير الأعمال أن من ضمن وسائل زيادة الإنتاج "التحفيز"، ليس شرط أن يكون من الاتجاه المادي فقط ولكن من خلال التشجيع وعمل جوائز أو منافسة لأفضل عمل وأكبر حجم إنتاج: "الموظف المتحمس بيطلع شغل أكتر وأفضل بكتير من الموظف غير المتحمس مهما عملت وسائل متابعة وسيطرة".
كما أن في الدراسات اكتشف الباحثون أن كل ما زادت مساحة الأشخاص في اتخاذ قرارتهم وتحملهم للمسؤولية زاد جودة العمل وحجم الإنتاج، لأن كل شخص يكون على دراية بأنه مسؤول عن عمله وأنه هو من اتخذ قراراته بحرية.
ووصف خليفة أن كل هذه الأسباب جعلت عدد كبير من الشركات العالمية تلجأ لتقليل ساعات العمل أو إعطاء الموظف راحات كثيرة في وسط اليوم وتوزيع أيام العمل الأسبوعية، حتى يتخللها إجازات لزيادة حجم إنتاج العمل وجودته لأن الموظف حينها يستطيع التركيز بكل دقة وسرعة.
تعليقات الفيسبوك