لم تبنِ لأحلامها سقفًا، طمحت بفعل كل ما تحب حتى لو كان صعبًا، كلمة "مستحيل" لم تعرفها في قاموسها، فبعد انتهائها من دراسة الخدمة الاجتماعية في عام 2011، عملت في مجال الصحافة و "الديجيتال ميديا"، واستمر عملها بمجال الديجيتال لمدة 8 أعوام، حتى قررت التخلي عن عملها لفعل ما تحب فقط.
قررت "مرام محمد"، البالغة من العمر 29 عامًا، التفرغ للغناء والموسيقى والسفر، بعد أن عُرضت عليها فرصة للسفر في رحلة برية نظمتها إحدى القنوات العربية، لاستكشاف الثقافات المختلفة لشعوب قارة إفريقيا، وذلك خلال السفر من مصر إلى جنوب إفريقيا بواسطة سيارة ملاكي، ومن هنا بدأت مرام الاستعداد لتحقيق حلم جديد من أحلامها.
انطلقت الرحلة في يوم 21 يوليو، من القاهرة وشملت ثمانية أفراد من دول وجنسيات مختلفة.
بدأ اليوم الأول حيث انطلقت المجموعة من القاهرة إلى أسوان واستغرقوا يومًا كاملًا للوصول، وأضافت "مرام" في حديثها لـ"الوطن": "اليوم الأول ده كان متعب جدًا، وعرفنا يومها إن الرحلة دي مش هتكون سهلة".
ومن أسوان سافرت المجموعة إلى السودان، ومنها انطلقوا إلى وجهتهم في إثيوبيا، مستكملين ترحالهم إلى كينيا، ليتجهوا بعدها إلى زامبيا وزيمبابوي، حتى انتهت مغامرتهم بجنوب إفريقيا.
وأوضحت "مرام" الصعوبات التي واجهتهم، حيث مرض بعض أعضاء الفريق وتم حجزهم بإحدى المستشفيات، لعدم حصولهم على التطعيمات اللازمة قبل السفر، مضيفًة إلى ذلك تعطل السيارة الخاصة بهم بسبب الطرق السيئة التي مروا بها، مما حثهم على شحنها إلى دبي، وتأجير أخرى لاستكمال مغامرتهم الطويلة.
أما عن عبورهم عبر الحدود، فعبرت عن مدى صعوبة الانتقال من دولة إلى أخرى، بسبب الاجراءات التي خضعوا إليها أثناء دخولهم الدولة ذاتها، فيما عدا دولة كينيا، حيث أوضحت "مرام" أن دخولها كان سهلًا للغاية، بسبب المعاملة الطيبة التي لاقوها من قِبل شعبها.
كما عبرت أيضَا عن سعادتها البالغة للقيام بتلك التجربة الشيقة والممتعة، قائلة: "المغامرة بالنسبالي كانت حلوة، في مقابلة نوعيات كتيرة جدًا من البشر، باختلاف ثقافاتهم، وطرق معيشتهم، وعاداتهم الاجتماعية والدينية".
وأضافت أنهم دخلوا الكثير من المنازل، ودور العبادة، والقرى المختلفة التي تقع على حدود البلدان، موضحة رؤيتهم للكثير من الأشياء الغريبة قائلة: "قابلنا قبائل غريبة، وناس بتزرع ماريجوانا جوا الكنايس، وناس بيشربوا دم الحيوانات، وناس تانية بيشربوا ماية البحر، وبيروضوا أسود".
وأوضحت "مرام" انبهارها الشديد بحب الشعوب الإفريقية المولع للموسيقى، وأن ذلك الأمر نال إعجابها وسعادتها بدرجة كبيرة، بينما على جانب آخر شعرت الفتاة بالضيق الشديد بسبب عجز تلك الدول الإفريقية عن استخدام مواردها الطبيعية الثمينة بالشكل الصحيح.
كما أضافت أنهم شاهدوا الكثير من الحيوانات خلال تنقلهم في الطرق البرية، قائلة: "كنا بنبات في أماكن بنصحى نلاقي قرود وغزلان وحيوانات برية ماشية حوالينا في المكان، وكانوا لطاف جدًا".
كما روت "مرام" أنها حاولت التواصل مع أطفال إحدى القرى البدائية بـ تنزانيا، ولكن أوضح لها والدهم أنهم لن يفهموها على الإطلاق، فقررت الفتاة العزف على آلة "الدُف"، وبمجرد دقها على الآلة انسجم معها الأطفال بشدة، ورقصوا، والتقطوا الكثير من الصور الشخصية معها، قائلة: "لولا المزيكا مكنتش اتواصلت معاهم، ولولا المزيكا مكنتش هعرف اتبسط اليوم ده كله كده".
انتهت رحلة المجموعة بعد مرور 48 يومًا كاملًا، حيث أنهم وصلوا لحدود جنوب إفريقيا يوم الـ 14 من سبتمبر الجاري، وعبرت عن سعادتها البالغة عن القيام بتلك التجربة الممتعة، مضيفًة إلى ذلك سعادة أسرتها الكبيرة أيضَا، وتشجيعهم الكبير لها للقيام بذلك العمل الممتع.
تعليقات الفيسبوك