لم يستسلم للحياة الروتينية بتفاصيلها المتكررة كل يوم، فكر في التغلب على يومه الممل، بعمل شيء جديد ومفيد ويشعره بالمتعة في آن واحد، فقرر عم "عبد المنعم" الذهاب للصيد كل يوم لساعات من الوقت للاستمتاع بيومه البسيط.
"عبد المنعم محمد جبر" رجل ستيني كان يعمل موظفًا بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وتقاعد منذ عامين عن العمل لبلوغه سن المعاش، قضى سنوات عمره بالذهاب إلى العمل كل يوم لأداء وظيفته البسيطة، التي كانت المصدر الوحيد لقوت رزقه.
تزوج "عبد المنعم" مرتين ولم يمن عليه الله بنعمة الأولاد، ففضل العيش وحيدًا بشقته بحي "بولاق أبو العِلا"، مقررًا البحث عن شيء مفيد يشغله ويفتح له باب رزق جديد بعد تقاعده عن العمل في عام 2016، حيث أن معاشه الشهري الذي لا يتعدى الـ 800 جنيه لا يقضي له حاجته الشهرية من متطلبات الحياة.
فوجد فرصته في تعلم صيد الأسماك واشترى بمكافئته التي حصل عليها بعد التقاعد أدوات كثيرة للصيد، ذاهبًا بشكل يومي لكوبري قصر النيل، حيث يقضي ثلاث ساعات يومية من الساعة الـ 6 مساءًا إلى الـ 9 مساءًا في قضاء هوايته المفضلة أمام المياه وانتظار رزقه من الأسماك أمام نهرالنيل.
ويقول عبد المنعم عن تجربته "بقيت مبحسش بالوقت اللي بقضيه قدام المايه كل يوم، وبحس وأنا قاعد في الجو ده إني سافرت صيفت مثلًا، وأهو الواحد بيعوض السفر بالقعدة دي عشان معنديش رفاهية إني أسافر مصيف".
وأضاف أنه ينتظر بشكل يومي رزقه من حصيلة الصيد قائلًا: "أنا وزرقي، ساعات بتطلعلي كمية كويسة ببيعها للناس وأهو قرش بيسندني، وأيام تانية مبتطلعش حاجة فباخد حاجتي وبروح، والأرزاق على الله".
تعليقات الفيسبوك