في الساعات الأولى من صباح، يوم 2 سبتمبر 1666، اندلع حريق في بيت خباز، الملك "توماس"، بالقرب من جسر لندن، وسرعان ما انتشرت النيران إلى شارع "تايمز"، لمنازل تتكون بشكل كبير من أخشاب "البلوط"، ومع الرياح الشرقية القوية، حولت الحريق إلى جحيم.
لم يمض فترة زمنية، بين الحريق، وتعافي لندن، من آثار الطاعون العظيم، "الموت الأسود"، كما عرفه الناس في هذا الوقت، الذي ضرب المدينة خلال 12 شهرًا.
خلفت النيران، 100 ألف بريطاني مشرد، فكانت جدران بعض المنازل الأكثر فقراً مغطاة بالقطران، حتى لا يتأثر خشبها بالمطر، لكنها جعلت المباني أكثر عرضة للنيران، خاصة أن الشوارع ضيقة، وكانت المنازل مزدحمة، وكانت طرق مكافحة الحرائق، في ذلك اليوم تتألف المضخات اليدوية البدائية، مما صعب الأمر على قوات الإطفاء.
وفي ذكرى الحريق العظيم، اختلفت بعض معالم العاصمة "الضبابية"، التي احتفظت بدورها في هذه الكارثة التي شهدتها لندن.
كاتدرائية "سانت بول"، الآن واحدة من أكثر المباني شهرة في لندن، ولكن في عام 1666، بدأت مختلفة تمامًا، وعانت في القرون الوسطى، من سنوات الأهمال، فكان يستخدمها "أوليفر كرومويل" كإسطبل لخياله، إلا أثناء الحريق، كان ينظر لها من قبل الشعب على أنها الملاذ الآمن من النار.
لجأ المواطنون، لوضع العديد من الكتب والمحفوظات، وأثاثهم في ساحة الكنيسة، خوفًا عليها من الضياع، دون أن يعلموا أنهم يوفروا المزيد من الوقود لتلك النيران، حيث أن النيران إلتهمت الكنيسة بالكامل، خلال الحريق قبل إعادة ترميمها فيما بعد، من قبل المهندس المعماري "سير كريستوفر ورين".
استمر الحريق 4 أيام، إلا حجم الخسائر البشرية، التي سجلت في هذا الوقت لم تتعدى 6 أشخاص، ربما كانت الخسائر المادية أكثر ضخامة، حيث بلغت قيمة الخسائر المادية والعقارات، حوالي 10 مليون جنيه إسترليني، لكن هذه الخسائر دفعت الأقتصادي الإنجليزي "نيكولاس بوربون"، إلى إنشاء أول شركة تأمين، "the Fire Office".
كانت شركة "نيكولاس"، لديها قوات الأطفاء الخاصة بها، فأعطت حاملي وثائق التأمين، صفائح لبيوتهم مدون عليها رقمهم التأميني، حتى يعرف فريق الإطفاء أي حرائق التي يذهب إخمادها.
تم تأسيس المزيد من شركات التأمين، بما في ذلك "Sun Fire Office"، الذي تم تأسيسه في عام 1710 وهو الآن أقدم شركة تأمين في العالم.
وقال "جيمس دالتون"، من رابطة شركات التأمين البريطانية: "الحريق الكبير في لندن أدت إلى صناعة التأمين الحديثة التي نعرفها اليوم، وفقا لـ"بي بي سي" البريطانية.
من أغرب الوقائع التي حدثت خلال الحريق، كان "صموئيل بيبس"، الذي أصيب بحالة "هستيرية"، جعلته يحاول إنقاذ واحدة من أكثر الأشياء المحببة إلى قلبه قبل الهروب من النيران، وهي قطعة من الجبن، فكان قد خسر جميع أملاكه خلال الحريق.
ظل الحريق، يتنشر في لندن، بشكل متواصل لمدة 4 أيام حتى توقفت يوم الأربعاء 6 سبتمبر عند منطقة في لندن تسمى (بيبي كورنر)، والتي يقبع بها حاليًا تمثالًا ذهبيًا لطفل، والذي يمثل نصب تذكاري لحريق لندن العظيم.
تعليقات الفيسبوك