اعتاد محمد علي أحمد أن يعمل باليومية مع أحد المقاولين بالوادي الجديد منذ أن كان في الـ16 من عمره، وبينما هو نائم وسط أخشاب الموقع التي يحرسها فإذا بألم شديد بساق رجله اليمني يوقظه من نومه، فلم يبالي وأتم عمله إلى أخر اليوم، وعندما اشتد عليه الألم يجد مفر من التوجهه إلى الطبيب الذي لايملك أن يدفع له ثمن الكشف.
ذهب المستوصف الطبي القريب من عمله ليطمئن على قدمه فوصف له الطبيب بعض المراهم المسكنة ولكنها لم تأتي بفائدة، وظلت ساقه تؤلمه مما اضطره إلى التوجه إلى الطبيب مرة أخرى ليخبره بأن ساقة بها انسداد بالشريان التاجي ولابد من بترها، تلك الكلمات نزلت على محمد كالصاعقة التى قضت عليه بخاصة وأنه يعول أسرة مكونه من 3 أفراد مقيمه بمركز أبو تيج بأسيوط وليس لديه مصدر رزق ثابت.
ترك المتسشفى ماشيًا على قدميه ولم يكمل علاجه وقرر أن يعيش بها متألمًا بدلاً من بترها ليحمل فوق رأسه هم زيادة لم يكن يتخيله من قبل، فيقول :"صحيت من النوم لقيت رجلي ورامة ولونها أزرق قلت بسيطة يمكن وقعت عليها خشبة وأنا نايم وما حسيتش بيها، ومارضيتش أروح للدكتور علشان أوفر فلوس العلاج لأولادي، ولما تعبتني قوى اضطريت أروح للدكتور وقالي لازم تتقطع لأن مش هينفع فيها علاج".
أكد التقرير الطبي الذي أجرى لمحمد على ملازمته الفراش وعدم المشي عليها فضلا عن العمل، إلا أنه يكف عن المشي سعيًا على رزق أولاده وزوجته الذين أصبحوا يشكلوا عليه عبئًا ثقيلا، وخاصة بعد رفض الطلب الذص قدمه للشؤون الاجتماعية من أجل الحصول على معاش شهري، "قدمت طلب للشئون الاجتماعية علشان أخد معاش شهري وأقعد في البيت أدوني 310 جنيه في شهر واحد وما أخدتش تاني ومش عارف أجيب لقمة عيش لولادي".
وعلى الرغم من الشاب الثلاثيني لا يمتلك قوت يومه إلا أنه يتعاطي بعض لحبوب المخدرة مثل الترامادول والتامول لتخفف عنه ألم ساقه ليستطيع المشي عليها، "لو ماشربتش البرشام ده ما اعرفش اتكلم ولا أقف على رجلي"، متمنيا أن يقلع عن تناول هذه الحبوب المخدرة ولكنه لا يستطيع لأنه اعتاد عليها كمسكن ألم لساقه، "مش مكسوف أني بقول بشرب ترامادول لأني عايز حد يساعدني ويعالجى من اللى أنا فيه".
وليس بمقدورة أن يشترى حبوب الترامادول التى يبلغ سعر الشريط 200 جنيه ومع ذلك لم يمنعه ارتفاع أسعارها من شراءها، يقول :"بشتريها من السوق السودا، ولو جبت دخل في الشهر 300 جنيه بخلى 100 اشترى بيها ترامادول، وباخد كل يوم ربع حبايه علشان أقدر أمشي".
ويختتم حديثه مضيفاً: "الناس بتقول علىّ مجنون ومراتي راضية باللي إحنا فيه هتعمل إيه وهى حامل ومعاها ولدين، ربنا يرحمنا من عنده".
تعليقات الفيسبوك