تجلس إلى جوارها، تحادثها وهي تذرف الدمع من عينيها، تواسيها بكلمات لا تستطيع أن تدركها، وتمسح بيدها على شعرها، وهي حزينة لرؤية ابنتها تكبر أمام عينيها دون أن ينمو جسدها فتظل عاجزة عن الحركة، رغم أنها في عامها الـ9، لتصبح "جنى" حدثًا يهدد والدتها يوم بعد لا تكاد تفيق منه أبدا كلما نظرت إليها، خاصة وأن الأمل موجود إلا أنها لم تستطيع تحقيقه لضيق ذات اليد.
وضعت السدة فاطمة ابنتها جنى منذ 9 أعوام بإحدى قرى مركز بلطيم التابع لكفر الشيخ، وهي مصابة بضمور في المخ وصرع، واكتشفت هذا المرض في توقيت مبكر، ففي الوقت المفترض أن يتحرك فيه الطفل ويقف على قدميه، لم تتمكن جنى من ذلك، فاصطحبتها إلى الطبيب ليخبرها بأنها تعانى من ضمور في المخ أثر على حركتها الطبيعة، استمريت مع الدكتور فى العلاج رغم مصريفه الكتيرة".ولكنها كانت جلسات علاجية دون جدوى إذ تسبب الطبيب المعالج فى إحداث كسر فى الحوض والقدم دون أن تعلم والدتها بذلك، حسب قولها " فضلت فترة طويلة مش قادرة تمشى رغم إنى بدوام على العلاج بصفة مستمرة ومش عارفة إيه السبب" فحدث تلاحم خطأ فى الكسر"وكبرت به من غير محد يعرف" احتارت والداتها خاصة بعد معاناتها مع والدها الذى خيرها بين الطلاق والإنفاق على علاج جنى ابنتيهما.اختارت الأم علاج ابنتها واضطرت أن تنفصل عن زوجها الذى لم تحصل منه إلا على مبلغ 205جنيه كنفقة شهرية، ولكنها لم تبالى أمام علاج ابنتها "أنا مش بعيط على نفسى أنا زعلانة عليها وهى صعبانه على أووى"، اتجهت إلى القاهرة لتطمئن على حالتها الصحية، فإذا بها تكتشف الصدمة الكبرى عندما علمت أن الطبيب الذى عالجها لأول مرة تسبب فى كسر الحوض وإحدى سيقانها دون أن يتم علاجها مما سبب لها هشاشة فى العظام أوقفقت قد نضج قدميها.تقول بنره حزينة يملأها اليأس:"ابوها طلقنى بسبب مصاريفها ودلوقتى مش عارف أروح فين ولا أجى من إين، بضطر اعملها كل يوم جلسة علاج طبيعى ب200 جنيه وبرنامج تغذية بـ2000جنيه فى الإسبوع"، ومايزيد إحباط الام أن الدكتور طمأنها إذا استمرت على العلاج والتغذية الصحيحة فسوف تتحسن وتصبح طبيعة مع مرور الأيام، إلا أن ضيق ذات اليد يمنع فاطمة أن ترى جنى ابنتها تقف على قدميها بصحة.تضيف "بعالجها من 6 سنين ولما بستمر على العلاج بشوفها تتحسن، وما املكش غير داعوات ليها ودموعى عليها، لأنها طول الوقت نايمة ومش بتتحرك"، ورغم هذه المعاناه مابين طليقها وابنتها المعاقة تتعلق فاطمة "بقشة" وتنتظر بريق أمل ولو صغير يساعدها على أن تعالج ابنتها.
تعليقات الفيسبوك