تهتم العديد من الدول المتقدمة بتدريس الذكاء الاصطناعي في المدارس كجزء من تقدم المستقبل، ليس فقط للحاضر بل الاستفادة من جيل سيكون أفضل في الذكاء الاصطناعي لأنهم تعلموه من الصغر في المدارس ودرسوه بمختلف الأعمار وتدرجوا فيه في كل مرحلة دراسية.
كيف يتم تدريسه في المراحل المبكرة ؟
الدكتور ماركو ممدوح، أستاذ هندسة الحاسبات والذكاء الاصطناعي في إحدى الجامعات المصرية، أشار إلى أن الدول المتقدمة بدأت إدراج علوم الذكاء الاصطناعي في جميع المراحل فمنذ بداية مراحل التعليم يتعرف الأطفال في سن صغير على مفاهيم مثل الروبوتات والتعلم الآلي والبرمجة المرئية من خلال ألعاب تعليمية ذكية وأشياء تفاعلية مناسبة لعقولهم الناشئة، ويمكن أن تتصاعد حدة المحتوى بمرور السنوات ليتحول في الإعدادية والثانوية إلى مشاريع حقيقية في تحليل البيانات وتصميم التطبيقات الذكية وبرمجة الروبوتات وغيرها.
تعليم الذكاء الاصطناعي مبكراً ليس ترفيهياً
أستاذ هندسة الحاسبات والذكاء الاصطناعي أوضح خلال تصريحاته لـ«الوطن»، أن تعليم الذكاء الاصطناعي مبكرا ليس ترفيهيا بل ضرورة حالياً فالعالم يسير نحو اقتصاد معرفي يعتمد على الابتكار والتحول الرقمي واعتماد على التكنولوجيا كمصدر قوة عالمياً ومصدر دخل اقتصادياً ومن يمتلك المهارات مبكراً سيكون له السبق في المستقبل.
دروس مستفادة للعالم العربي
ممدوح نوه إلى أنه يجب أن يكون هناك دروس مستفادة للعالم العربي، لأن تجربة الصين تطرح سؤال مهم للأنظمة التعليمية العربية يتمثل في «متى تبدأ؟»، لأن انتظار الوقت المناسب قد يعني تخريج أجيال لا تمتلك لغة المستقبل وأجيال أخرى في دول أخرى أكثر تقدماً.
البدء في هذا الأمر لا يتطلب إنفاقاً ضخماً من الحكومات العربية لكن هي رؤية واضحة ومناهج مبسطة وتدريباً حقيقياً للمعلمين مع الاستعانة بالمختصين لأنها لا تزال معلومات مبسطة في المدارس ليس تعليماً جامعياً يتطلب شهادات عليا في علوم الذكاء الاصطناعي لكن تخريج جيل لديه بدايات عن هذه العلوم هو أمر يزداد أهمية يوماً بعد يوم.
الدكتور ماركو ممدوح أنهى تصريحاته قائلًا: «الذكاء الاصطناعي لم يعد خياراً بل هو الأساس في سوق العمل القادم وتكامل التعليم معه هو بوابة لعبور للمستقبل لأن المنافسة في المستقبل ستكون كبيرة جداً».
تعليقات الفيسبوك