صاحب تجربة ثرية، له طبقة صوت مميزة وطابع خاص، خلق مكانة مختلفة في تاريخ الأغنية المصرية، إنه الشيخ إمام الذي يبدأ الشدو معك من أول النهار بـ«طلع الصباح»، ليقتحم قلوب العاشقين بـ«أنا أتوب عن حبك»، ليملأ الدنيا بالحماس بـ«يا مصر قومي وشدي الحيل»، وهو ما قربه من قلوب الجماهير، وفي لقاء نادر له حكى عن مشواره، وهو ما نلقي الضوء عليه بمناسبة ذكرى ميلاده.
الشيخ إمام
كان موهبة شاملة لحنت وغنت أفراح وأحزان وأحلام المصريين، وُلد الشيخ إمام محمد أحمد عيسى عام 1918، في قرية ريفية من قرى مصر بالجنوب بمحافظة أبو النمرس تتبع لمحافظة الجيزة، لأب يبيع زجاج المصابيح وأم ربة منزل، وفي الأشهر الأولى من ولادته فقد بصره، ولكن قاده القدر ليلقي نفسه ضمن كوكبة من المبدعين، حتى أصبح أحد أعمدة الأغنية المصرية، وروى ملامح حياته في تسجيلات سعاد العقاد حول رحلته الفنية.
طفولة الشيخ إمام
ذهب الشيخ إمام في طفولته إلى الكتاب، وكان هذا الباب الذي علم فيه عن نفسه الكثير، إذ عبر في حديثه: «عند بلوغي السنة الخامسة ذهبت لحفظ القرآن الكريم، وبان عليا إن صوتي كان مختلف، لأن لما بيكون في البيت مناسبة عرس أو حج كانوا بيجتمعوا النسوة ويغنوا فكنت اجلس واستمع للغناء وأدندن معاهم، وفضلت أحفظ لحد ما بقى عندي 11 سنة وحفظت عن ظهر قلب».
سافر «إمام» إلى القاهرة لتعلم تجويد القرآن الكريم على يد أحد المشايخ العلماء وظل حتى سن الخامسة عشر حتى أتقن التعلم: «وبدأت اقرأ القرآن في البيوت والمحلات، لكي أشق طريقي لجلب الرزق وخلال أحد الأيام كنت اقرأ في أحد الحوانيت وكان هناك الملحن الشيخ درويش الحراريري، ولما علمت بوجوده تقربت إليه وهو بدوره جعلني موضع رعايته».
بدء الغناء وتعلم العود
تعلم على يده المقامات الموسيقية عن طريق الموشحات الأندلسية والدينية، أو كما يقول «واجتمعت مع الشيخ زكريا أحمد والشيخ علي محمود والشيخ محمود صبح، واكتشفوا عندي التدقيق الموسيقي بشتى أنواعه»، ليبدأ بعد ذلك في التلحين، ولأنه كان يمتلك ذاكرة وبصيرة برع في تقليد الأصوات تعرف على مشاهير الموسيقي وقتها، وأبدع في الغناء.
قدمته المطربة فايدة كمال بعد ذلك على خشب المسرح، إذ يقول: «تعلمت العود وأنا منبهر، لأن في إحدى الجلسات علمت أن هناك مكفوف يعزف فطلبت منه يعلمني كيف توضع الأصابع على الأوتار وبدأت أتمرن على نفسي وبالفعل تعلمت وبدأت الغناء».
وفاة الشيخ إمام
كانت أغانيه تُذاع عبر برنامج «مع ألحان الشيخ إمام» بمحطة صوت العرب، وأصبح عتبة مهمة من عتبات الفن المصري، وظل يشدو في كل البيوت ويحبه الجميع، حتى وافته المنية في 7 يونيو 1995 بعد أن عاش 76 سنة مرتلًا ومنشدًا، مقرب لقلوب الجميع.
تعليقات الفيسبوك