رنا عبد الحميد
على الرغم من صغر عمرها الذي لم يتحاوز الـ30، فإنها استطاعت أن تترك أثرا عظيمًا يظل صداه حاضرًا للأبد، بعد أن تمكنت رنا عبد الحميد من رفع الأذان لأول مرة في شوارع أمريكا، فبعد عدة محاولات تمكنت من النجاح أخيرًا في الحصول على تصريح رفع الأذان في عدد من المساجد، ليلقي الأمر استحسانًا كبيرًا من الجالية المصرية المسلمة التي تعيش هناك.
لم يكن الأمر متوقعًا أن يسمع الأذان لأول مرة يوم الاثنين الماضي، مما دفع «رنا» إلى عيش هذه التجربة لأول مرة «أول يوم كان الاثنين ورحت المسجد علشان أسمع الأذان لأول مرة، بصراحة عيطت ومش مصدقة أن ده حصل خاصة أني عايشة هنا من زمان، وكنت فخورة أني إحنا مسلمين وسامعين الأذان لأول مرة في أمريكا» بحسب حديثها لـ«الوطن».
ذهبت رنا للعيش في أمريكا برفقة أهلها منذ 30 عامًا، وعملت في منظمة الديمقراطيين الاشتراكيين لمساندة السيدات المصريات للحصول على حقوقهن، أما عن فكرة رفع الأذان بدأت من خلال عقد العديد من الإيفنتات للتعرف على المشاكل المختلفة، التي يعاني منها المسلمون في أمريكا والعمل على إيجاد حلول لها فكان من ضمنها رغبة المسلمون في سماع صوت الأذان في الشوارع، «فحاولنا البحث عن آلية تنفيذ الفكرة والخطوات اللازمة لها».
بدأ الأمر بمحاولة حصر لعدد المساجد الموجودة داخل شوارع استوريا بولاية أوريجون الأمريكية، لأنها تضم جالية مصرية كبيرة معظمهم مسلمون من جنسيات مختلفة، فحاولنا الحصول على التصريح الخاص لرفع الأذان في 4 مساجد داخل استوريا، وفقا لها: «كان هيبقى إحساس جميل ليهم أنهم يسمعوا الأذان لأول مرة».
تمثلت الخطوة الأولى في الذهاب إلى بعض المساجد التي تطبق فيها فكرة الأذان، الموجودة في مناطق مختلفة في مدينة نيويورك الأمريكية، للتعرف على الخطوات اللأزمة لرفع الأذان في مساجد استوريا «ذهب صديق لي إلى مسجد الفاروق للتحدث مع الإمام حول كيفية رفع الأذان، فقمنا بالتوجه إلى استوريا لتنفيذ الخطوات التي بدأت بالتحدث إلى السياسين الموجودين داخل المنطقة لتعريفهم بأهمية الأذان وليه إحنا محتاجينه يكون بصوت عالي، وشرح أهمية الأذان وأنه وسيلة مهمة لتذكير المسلمين بمواقيت الصلاة، والخطوة الثانية إننا توجهنا إلى أحد المكاتب الإدارية للحصول على التصريح وقمنا بملء العديد من الأوراق حول الأذان، الأداة المستخدمة لرفع الأذان، ومواعيد الأذان والمناطق اللي هيتم فيه تنفيذ الفكرة، بالإضافة للتحدث إلى أمام كل مسجد لشرح لهم الفكرة وكذلك الجالية المصرية».
نجحت «رنا» في الحصول على التصريح بشكل رسمي لرفع الأذان في استوريا، ليتم رفعه يومياً من الساعة 12 إلى الـ9 مساء، أما الصلاة الوحيدة التي لا يوجد فيها أذان فهي صلاة الفجر لأنها ستكون في وقت مبكر، كما حرصت على الذهاب لسماع الأذان لأول مرة «بصراحة عيطت أول ما سمعت الأذان، وكان إحساس لا يوصف وخلاني فخورة إني مصرية ومسلمة، وأننا لأول مرة هنقدر نمارس ديننا وتقاليدنا في أمريكا».
تعليقات الفيسبوك