رغم التفاؤل الذي ساد بين المثقفين، بعد إعلان انتقال طبع الأعمال الكاملة للكاتب العالمي نجيب محفوظ من دار الشروق للنشر، إلى دار ديوان للنشر، باعتبار أن التغيير سمة التطور، إلا إن حالة من الجدل والغضب، ظهرت آثارها على وسائل التواصل الاجتماعي، وخصوصا «فيسبوك»، بسبب ظهور تصميمات الأغلفة الجديدة لروايات أديب نوبل، التى لم تلق رواجا، ليس فقط بين المثقفين، بل ونسبة لا يستهان بها من القراء، وكان آخرها رواية «قلب الليل».
عبر الكثيرون عن آرائهم بالسخرية، واستخدام «الكوميكس»، بينما لجأ البعض إلى التعبير عن دهشتهم من التصميمات المنتشرة لروايات نجيب محفوظ، مثل رواية «اللص والكلاب»، ورواية «قلب الليل»، «أفراح القبة»، إما لغرابتها، أو لابتعاد التصميم عن المحتوى الذي تقدمه الروايات، فضلا عن انتقاد البعض للمباشرة التي تعتلي الغلاف.
مشروع نجيب محفوظ لتعريف الأجيال الجديد بإبداعه
قالت دار ديوان للنشر والتوزيع، بدورها، عبر حسابها بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إنها أطلقت مشروع نجيب محفوظ، بهدف تمديد أثر الأديب العالمي الحائز على جائزة نوبل إلى الأجيال الجديدة، وفتح نوافذ جديدة لكل إبداع أصيل ومميز، وكانت أولى تلك المبادرات، هي تقديم تصور إبداعي جديد ومميز، لكتب نجيب محفوظ، مع الكاتب الإبداعي يوسف صبري، بالتعاون مع «ستديو 40»، مستقلا، من أجل ابتكار تصميم جديد داخلي وخارجي لمجموعة من روايات «محفوظ».
وقال عمرو الكفراوي، فنان تشكيلي ومصمم أغلفة، يعمل في مجال التصميمات لـ«الوطن»، إن الجدل الذي أحدثته الأغلفة الجديدة للكاتب نجيب محفوظ، قد يكون سببه نقطة صغيرة، هي أن مصممي تلك الأغلفة قادمين من عالم تصاميم الدعاية والإعلان، بكل ما تتضمنه من منتجات، وهو العالم الذي يختلف كليا عن عالم مصممي الكتب.
عالم تصميم الكتب يختلف عن الدعاية والإعلان
أوضح عمرو: «أنا أعمل في المجال لأكثر من 20 عاما، وأحيانا يكون هناك مصمم جرافيك شاطر، وتصميماته تتميز بالحداثة، ومنضبط، ولديه أفكار جيدة، لكن الخلفية المعلوماتية التي يملكها ليس لها علاقة بـ الكتب، أي أن تصميماته تتأثر أكثر بعمله في مجال الدعاية والإعلان، منتجات الأغذية والأدوية، البوسترات، وهو عالم في الحقيقة، يختلف كليا عن عالم تصميم الكتب، وتلك النقطة الصغيرة تساهم في الأساس بشكل استقبال القارئ للعمل الأدبي وتقبله».
ولم ينف «عمرو»، أن هناك جهدا واضحا في الأغلفة الجديدة لـ روايات «محفوظ»، لكن من وجهة نظره، تركيبة التصميم الذي جمع بين خط الثلث المملوكي واللوحات، لم تكن موفقة: «تحدث المسئولين في دار النشر المسئولة عن طبع أعمال نجيب محفوظ، أن أساس هذا التغيير هو محاولة جذب الأجيال الجديدة، وأنا في الحقيقة غير متفق معهم في هذه النقطة، فالتصميمات بدت ليس لها علاقة بالمحتوى».
وأشار «عمرو»، إلى أن دور النشر الكبرى في كل أنحاء العالم، إذا تولت التسويق للأعمال الكلاسيكية لكبار الأدباء العالميين، تلتزم بطبيعة العمل نفسه في التسويق له، سواء كان كلاسيكي أو تجريبي أو واقعي، وطبيعة أعمال نجيب محفوظ تتميز بالوقار والكلاسيكية والارتباط بتقاليد وإرث المجتمع المصري، والشكل التجريبي الذي ظهر في تلك الأغلفة لم يعبر عن محتواها.. وأنهى بقوله: «محفوظ كاتب له خصوصية، حاصل على جائزة نوبل، وكل دار النشر في العالم تنشر لأحد الكتاب، تقدم محتوى كلاسيكي مثل محفوظ، لا تحاول التجربة، لأن سبب انتشاره أساسا، كان طبيعة رواياته الكلاسيكية، واعتقد هذا سبب الجدل».
تعليقات الفيسبوك