سمكة الأرنب السامة
تسببت سمكة الأرنب السامة أمس في تسمم غذائي لأسرة كاملة تتكون من 5 أفراد بمحافظة بورسعيد، إذ تعد «سمكة الأرنب» من الأسماك السامة المحظور صيدها في الأسواق، بسبب السموم بها، والتي تهدد حياة المستهلك، وهي معروفة أيضًا باسمي «النفيخ، القراض».
وبحسب الدكتورة نسرين عز الدين، أستاذ الطفيليات بكلية الطب البيطري القاهرة، فإنّ سمكة الأرنب السامة هي من الأسماك التي تخرج من البحر المتوسط، وانتشرت بشكل كبير خلال العام الأخير، إذ يوجد منها حوالي 3 أنواع من أصل 6 بالسواحل المصرية، ويعد أكثرها انتشارًا بأحجام كبيرة ذات اللون الفضي ممزوج مع رمادي أو أسود، أما النوعين الآخرين ما بين حجم صغير ومتوسط، وتتميز كل منهما باللون البني، ويُفرق بينهما عن طريق حجم البطش سواء كبيرة أو صغيرة.
وتقول «عز الدين» في حديثها لـ«الوطن»، إنّ سمكة الأرنب السامة عندما تشعر بالخوف فإنّ الجزء الأمامي لديها ينتفخ مثل البالون، حاملةً للسم تحت جلدها وفي الرأس والخياشيم وعند الأعضاء التناسلية، ما يجعل أي محاولة للتعامل معها أو أكلها عرضة للتسمم الذي ليس له علاج، إذ تتمثل أعراضه في عصبية تتسبب في شلل بعضلات الوجه ومنها إلى الجسم بأكمله، وارتفاع في درجة الحرارة مصاحب بعرق، وذلك خلال نصف ساعة تنتهي بالوفاة.
ويقول الدكتور محمود عمرو مؤسس المركز القومي للسموم بجامعة القاهرة ورئيس لجنة السميات بأكاديمية البحث العلمي، إنّ سمكة الأرنب تنتشر في الأسواق بسبب بيعها من قِبل الصيادين بعد إخفاء معالمها بشكل كبير، إذ لا يوجد أي علامة يمكن أن يستدل بها على السمكة خاصة وأنّها تباع على هيئة «الفيليه».
وأضاف «عمرو» أنّه في حال ملاحظة أي أعراض شلل في عضلات التنفس أو التهاب في الأطراف أو تنميل في الشفايف بعد تناول السمك، على المصاب الانتقال فورًا إلى المستشفى حتى يتم إنقاذه بالتنفس الصناعي وتناول مضاد للسموم نظرًا لأن السم قادر على الإفتاك بالشخص خلال نصف ساعة، وبعد مرور ساعتين يكون من الصعب إنقاذ المصاب بالتسمم.
تتواجد سمكة «الفوجو» أو سمكة الأرنب في المياه المالحة وقليلة الملوحة أيضا، في الجزء الشمالي الغربي من المحيط الهادئ وفي البحر الأصفر وبحر الصين الشرقي والجزء الغربي من بحر اليابان ويمكن أن يصل طول السمكة إلى نحو 80 سم كحد أقصى، وتعد طعامًا شهيًا وطنيًا في اليابان، وذلك وفقًا لموقع «oyakata» المتخصص في التغذية.
واستهلاك سمكة الأرنب دون إعدادها بشكل جيد يمكن أن يؤدي إلى تسمم شديد أو يمكن أن يؤدي أيضًا إلى الوفاة، إذ يعد السمك الموجود بداخل سمكة الأرنب أخطر من السيانيد، ونتيجة لذلك، أدخلت اليابان لوائح تقييدية فيما يتعلق بخدمة هذه الأسماك القاتلة.
تعليقات الفيسبوك