في غمضة عين، فقد صحته ليصبح عاجزا، وتحول من سائق لبائع ورد لا يعرف إمكانية حصوله على قوت يومه، أم ينام وبطنه فارغة، إذ أنه فجأة ودون سابق انذار، انقلبت حياة محمد مختار، 37 عامًا، رأسًا على عقب بعد تعرضه لحادث، نتج عنه مشاكل في العمود الفقري والقدم، ما جعله لا يقدر على السير كثيرًا، وفرص العمل المتاحة أمامه قليلة، رافضًا إجراء أي عمليات جراحية.
يروي «محمد»، لـ«الوطن»، أنه قبل عامين كان يعمل سائقا على إحدى سيارات نصف النقل، المملوكة لأحد الأشخاص، وذات يوم صعد أعلى السيارة، ليغطيها بـ«المشمع»، ولكنه سقط أرضًا مصدمًا بالألواح الخشبية: «قعدت وقتها 3 أيام صحتي كويسة ومش حاسس بأي ألم، لكن فجأة بدأت رجلي تشد عليا، وضهري يوجعني جدًا، وروحت للدكاترة قالولي إن عندي غضروفين وانحناء في العمود الفقري، وده عمل شد في رجلي اليمين خلاني مش عارف أمشي عليها».
«محمد» يرفض العملية الجراحية
تسبب الحادث في تدمر حياة «محمد»، الأب لطفلين، الذين يفكر بهما في أزمته، فرغم أنه يحتاج إلى عملية جراحية، إلا أنه لم يسع فيها، لأنه بعدها سيضطر للراحة التامة لمدة عام ليستعيد عافيته: «بعد ما صرفت فلوس كتير على الأشعة والتحاليل، الدكاترة قالولي إني محتاج عملية بس بعدها هقعد في البيت سنة كاملة، وده مش هينفع لأني مليش مصدر رزق، ومش هعرف أكل أولادي».
حياة «محمد» بائع الورد
يعيش «محمد»، على المسكنات اليومية التي تعفيه من الألم، ويخرج لبيع الورد لطالبيه، ويحصل على الجنيهات التي تعينه بصعوبة على مساعدة أسرته: «دلوقتي شغال في الورد، جبت 50 جنيه أو 100، المهم أكفي حاجة العيال، لأنهم كل ما بيكبروا، كل ما مشاكلهم تزيد، وده خلاني أغرق في بحر الديون»، متمنيا مساعدته لتجاوز تلك المحنة والحفاظ على أسرته وأبنائه عبر مصدر دخل ثابت وإعانته لإجراء العملية الجراحية اللازمة.
تعليقات الفيسبوك