عمر السيد
في أول أيام شهر رمضان المبارك، كان أحمد حلمي الشرقاوي، يمارس عمله كحلاق بأحد الصالونات الموجودة بمدينة أشمون التابعة للمنوفية، إذ وقف يقص شعر زبائنه مندمجًا مع ماكينات الحلاقة، حتى فوجئ بمجموعة من شباب القرية الصغار، لا تزيد أعمارهم على 15 عامًا، يأتون رفقة شاب صغير عمره 11 عامًا، يقولون أنه مشرد لا ملجأ له، وموجود بقرية سمادون منذ عدة أيام، بحسب حديث الحلاق لـ «الوطن».
يروي «حلمي»، أنه تبادل الحديث مع الشباب والطفل، وعرف أن اسمه عمر السيد، عمره 11 عامًا، كان يقيم بمحافظة بني سويف، ولديه 4 أشقاء غيرهم، هو الأصغر فيهم، مؤكدًا أن والده طردهم جميعًا بعد وفاة أمه وزواجه من امرأة ثانية، مضيفًا: «لقيت العيال بيقولولي خده عندك شغّله وهينام في المسجد، أخدت الولد كان تعبان جبت له علاج، ووقفته معايا في المحل وأخدته عندي في البيت يلعب مع أولادي الخمسة».
تلك الأحداث عمرها عدة أيام فقط، عاش خلالها «عمر» في بيت «حلمي»، وساعده بالعمل في المحل، واتخذه الأخير كـ ابن سادس له، كما أنه حاول البحث عن أهله من خلال استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ورفع صورته عبر «فيسبوك»: «أنا راجل أمي مبعرفش أقرأ ولا أكتب، ومعايا تليفون بزراير، امبارح لقيت حد من الزباين عندي، حكيتله قصته وطلبت منه ينزلها على الفيسبوك، وحطيت رقمي وصورته».
انتشرت صورة «عمر» كالنار في الهشيم، حتى وصلت لأقارب الطفل، أخيه وعمه وأحد أقارب أمه، جميعهم تواصلوا مع «حلمي» بهدف حذف صورته، دون الاطمئنان عن حالة الطفل: «عمه كلمني يقولي احذف الصورة، أخوه عنده 25 سنة كلمني قالي أحذفها برضه، ومطمنش على حالة أخوه، باقي أخواته صغيرين وكل واحد منهم في حتة».
قرر «حلمي» الاحتفاظ بـ «عمر» وتربيته رفقة أبنائه الـ 5، ليحميه من قسوة التشرد والشوارع، بعد تخلي جميع أهله عنه، وأصبح يعيش بين المحل والبيت بطريقة طبيعية كأنه ابنه: «معنديش مانع أخليه عندي وأربيه، أحسن ما يتشرد في الشوارع».
تعليقات الفيسبوك