تجرد من مشاعر الأبوة، فبينما يستمد الأبناء قوتهم وأمانهم من آبائهم، كان محمد محرم، 19 عاماً، يواجه عقوبة الطرد من قِبل والده ليس لشىء سوى أنه من ذوى الاحتياجات الخاصة، وأصبح حملاً ثقيلاً على الأسرة. يعانى «محمد» من شلل رباعى، ويجلس على كرسى متحرك، ووالدته أيضاً لاقت المصير نفسه بسبب دفاعها المستمر عنه، وذلك حسبما روى لـ«الوطن».
"محمد": نروح فين؟.. ووالدته: الجيران استضافونا
أيام وليالٍ مرت على «محمد» ووالدته وهما فى الشارع، وتبرع الجيران باستضافتهما تباعاً: «والدى سايبنا من 8 سنين بسببى، رافض يصرف علينا ولا حتى يسأل عننا لأنه معتبرنى حمل تقيل وهو مش قده»، تزوج الأب وكوّن أسرة جديدة، وأصبح مشغولاً بها طيلة الوقت: «مكنش نفسى غير فى حاجة واحدة، إنه يسأل عننا ولو مرة، ولما حصل وزارنا فى بيتنا فى العاشر من رمضان، طردنا، مابقيناش عارفين نروح فين».
تبكى عبير أحمد، والدة «محمد» على المصير الذى لاقته بعد 8 سنوات من هجر الزوج لها ولابنها: «مابقيتش عارفة أروح بابنى فين، وهو مشلول مش قادر يمشى، ورغم أن محمد عيّط قلبه ماحنّش عليه ورمانا فى الشارع».
تعمل «عبير» فى عيادة طبيب للإنفاق على ابنها، وراعت أن تكون العيادة قريبة من المنزل حتى يتسنى لها مراعاة ابنها وزيارته كل بضع ساعات: «بروح له أكله وأدخّله الحمام وأرجع الشغل تانى، وفى الصبح أوديه المدرسة وأستناه لحد ما يخلص علشان أرجّعه»، لافتة إلى أن لديها ابنة أخرى، حالتها الصحية جيدة، لكن زوجها أخذها لتعيش مع زوجته الجديدة.
تعليقات الفيسبوك