الطفلة «فاتن»
«ربنا بعتلي نعمة» وصف أطلقته هناء عبدالعظيم على طفلتها «فاتن» التي تعتبرها منحة وهبها لها الله تعالى، بعد محنة مريرة مرت بها مع زوجها فور صدمتهما بعد مولدها كفيفة، لكن بمرور الوقت بدأ يظهر الأمل في علاجها ولكن لم ينجح، إلا أنَّها لم تيأس وساعدت صغيرتها في حياتها ونجاحها المتواصل في عده أنشطة مختلفة.
بدأت معاناة «فاتن» منذ لحظة ولادتها: «كنت مصدومة لأنها أول بنت ليا ولقيتها كفيفة، خصوصا أما الدكتور قال إنها مش بتشوف كانت صدمة أقوى من أننا نتحملها، ولكن الحمد لله فرحت بيها أوي أنا وأبوها والعائلة كلها»، وفقًا لوالدتها، إذ لم تتمكّن صغيرتها من رؤية الحياة مثل أقرانها من الأطفال منذ لحظاتها الأولي في الحياة.
فقدانها لبصرها لم يمنعها عن النجاح، إذ تدرس في المركز النموذجي للمكفوفين، الذي عثرت الأم فيه علي طرف خيط النجاح بعد سنوات عده من الحزن والبحث عن طريقة لتعليم ابنتها، لتتعلم «فاتن» طريقة «برايل»، وتحذو والدتها حذوها أيضا لتتمكن من مساعدتها: «مش عايزة بنتي تحس أنها أقل من أي حد في سنها بحاول أعوضها بقدر الإمكان».
تجربة مريرة أخرى خاضتها الأم، بعد منحها أمل إمكانية أن تصبح طفلتها قادرة على الرؤية، إذ أجروا لها عملية زرع قرنية ولكن لم يشاء الله نجاحها، إلا أن والدتها «هناء» أعادت العملية مرة أخرى ولكن في عين واحدة فقط: «دكتور في الجيزة متابع حالتها من أول ما اتولدت ولم يتخل عنها رغم فشل عملية زرع القرنية».
تواصل الأم حماية ابنتها من أعين المتنمرين: «بلبسها نظارة وبفهمها أنها عشان عيونها حلوة أوي لازم تلبسها لأن فاتن مش فاهمة يعني إيه تنمر».
ورغم كونها من ذوي الهمم، إلا أن «فاتن» 11 عاما، امتلكت حسًا فنيًا وموهبة ملحوظة، إذ شاركت في العديد من الحفلات والتقت الكثير من مشاهير الفن والغناء، قائله في حديثها لـ«الوطن»: «نفسي أنضم لمبادرة قادرون باختلاف».
كما تساند «هناء» ابنتها في مشوار نجاحها، إذ برعت «فاتن» في العزف على الكمان والغناء بصوتها العذب ونالت إعجاب العديد من معلميها وأبرز نجوم المجتمع في الحفلات، إضافة إلى مشاركتها في رياضه السباحة، راجيه من الله التوفيق في مشوارها: «حلمي أبقى مدرسة لغة إنجليزية عشان أساعد الأطفال اللي زيي، زي ما مدرستي عملت معايا».
تعليقات الفيسبوك