جورج غطاس.. عازف العود
منذ سنوات حتى الآن، ويتعرض جورج غطاس، الشاب الكفيف خريج كلية الآداب جامعة عين شمس، وعازف العود، للتنمر بسبب طبقة صوته وطريقة نطقه للحروف والكلام، ورغم أن الأمر يسبب له مشاعر كبيرة من الحزن والاكتئاب، إلا أنه يواجه كل هذا دائما بإبتسامة وصدر رحب، بل ويشارك أيضا المتنمر في السخرية هو الآخر من طبقه صوته، كما أنه لم يقف أمام الأمر كثيرا ونجح في تعلم العزف على العود وأصبح أحد المبدعين في العزف عليه، فضلا عن تعلمه مهارات الكمبيوتر وإتقانها بشدة.
جورج غطاس، يبلغ من العمر 37 عاما ويعيش بمنطقة شبرا، تخرج في كلية الآداب جامعة عين شمس بتقدير جيد عام 2007، بعدما درس بها التاريخ لمدة أربعة سنوات، قبل أن يصبح عازف عود ماهر يشارك فرق الكنائس الموسيقية وأصدقاؤه العزف بشكل دائم على عوده، الذي يأمل أن يحترف هذا المجال في يوما ما ويصبح أحد أهم عازفيه في مصر، بالإضافة إلى أنه يعاني من مشكلة في صوته وطريقة نطقه للحروف والكلام، تجعل حديثه مشابه لحديث الفنان طاهر أبو ليلة، كما يقول ويسخر منه الكثيرون، حسبما يحكي عازف العود.
ويقول «جورج» في حديثه مع «الوطن»: «بصراحة بتعرض من زمان ولحد يومنا هذا لسخرية وتنمر بسبب صوتي، وناس كتير بتقولي طاهر أبو ليلة آه، ومش هنكر الموضوع الأول كان بيضايقني ويزعلني لمدة ساعات قليلة، لكن بعد كدا بقيت بعلي عليهم في الهزار والقلش وبسخر من صوتي أكتر من أي متنمر».
صوت عازف العود المميز، لم يسبب له السخرية في كل مكان فقط، بل كان سببا أيضا في حرمانه من الالتحاق بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب والاتجاه بدلا من ذلك نحو دراسة التاريخ، كما أنه حرمه من الحصول على أي وظيفة منذ تخرجه من كلية الآثار وكذلك بعد دراسته لعلوم الكمبيوتر وتفوقه بها، حسبما يروي الشاب الثلاثيني.
ويضيف «جورج»: «بعد ما تخرجت من الكلية، دورت على شغل كتير، بس صوتي كان عائق دايما، حتى بعد ما درست كمبيوتر، وكنت الأول على دفعتي، ده كمان تقريبا مكنشي كافي قدام مشكلة صوتي، مع أن كل دفتي اتعينت».
الشاب الكفيف ولد سليما ومعافى، ولم يكن يعاني من أي مشكلة تمنعه من النظر، لكن حين وصل إلى السنة الخامسة، عاني من تكون مياه بيضاء على عينه وبعد خطأ طبي فقد البصر من حينها، وفق ما يرويه «جورج»، موضحا أنه تعايش مع الأمر من حينها، وحاول دائما أن يعوض ذلك بالنجاح في دراسته ومن بعد ذلك تعلم العزف على العود.
وتعرف خريج كلية الآداب على العود من قبل أحد أصدقائه، فوقع في حبه سريعا وأصر على تعلمه بشكل سريع، وحتى يحقق هذا الحلم التحق ببيت العود العربي، ذلك المعهد المخصص لتعليم العزف على العود: «الموضوع كان فارق معايا أوي، وكان نفسي اتعلمه بسرعة بأي شكل، لدرجة إني كنت بذاكر واتمرن على العود لمدة 10 أو 12 ساعة يوميا، على مدار سنة ونص لحد ما تعلتمه».
ويأمل الشاب الثلاثيني، أن يستطيع احتراف العمل بمجال العزف على العود خلال الفترة المقبلة، كما يحلم بأن يخضع لعملية جراحية لحل مشكلة صوته، كاشفا في نهاية حديثه مع «الوطن»، أنه بالرغم من تقبله بشكل كبير لصوته الحالي، إلا أنه يحلم في نفس الوقت باليوم، الذي سيجد فيه صوته طبيعي مثل الآخرين.
تعليقات الفيسبوك