رغم دراسة «حمدى» بكلية الآثار لفت انتباهه أمر تربية العقارب عندما كان يخضع لدورة استيراد وتصدير بأحد المراكز، وتحدّث المحاضر عن الشباب والمشروعات المختلفة ومنها تصدير سموم العقارب خارج مصر، وهنا كانت شرارة الانطلاق إذ بدأ في أخذ خطوات إيجابية لما جال في عقله وقتها.
محمد حمدي بوشته، أحد أصحاب أشهر مزرعة لتربية العقارب في الفيوم، حكى في حديثه لـ«الوطن»، عن مشواره في تربية العقارب، إذ بحث عن أماكن الحصول عليها، وكيف يتمّ استخلاص السم منها، مؤكّداً أنَّه وجدها في الأماكن الصحراوية المتطرفة، كما كان يأتى بها من أسوان، عن طريق صيادين ذوى خبرات في تربية الحيوانات والحشرات.
كيفية الإمساك بالعقرب
في البداية واجه «حمدى» بعض الصعوبات منها كيفية الإمساك بالعقرب، وكان ينتابه الخوف والتساؤلات حول كيفية فعل ذلك «كان صعب، وهناك حاجز حاولت تحطيمه، وبعدين بدأت أدرس سلوكيات العقرب في المزرعة، وخضعت لتدريب بصحبة أخي، الذي يعمل معي، واطلعنا على تأثير السم على جسم الإنسان، وبدأنا بـ100 عقرب».
التجارة في العقارب تحتاج إلى تصاريح رسمية من وزارة الصحة ومراكز السموم، بحسب «حمدي»، لبيع جرعات السم، الذي يتمّ إنتاج كثير من المستحضرات منه، أولها الأمصال «تُعد المنتج الأول من السموم»، مشيرًا إلى أنَّ هناك خطوات يجب اتباعها قبل البدء في المشروع، وهي التسجيل في دورة تدريبية عن تربية العقارب وكيفية التعامل معها، ومعرفة أنواع العقارب وأماكن وجودها، بالإضافة إلى طرق تجهيز المزرعة.
حمدي: سم العقرب قد يدخل في تجارب ضد فيروس كورونا
يعمل «حمدي» في تجارة العقارب منذ أعوام، رغم أنّها بعيدة عن مجال دراسته، إذ وجد نفسه شغوفا بهذه الأجواء، وبخلاف سم العقارب، يعمل على استخلاص السم من الثعابين أيضاً، ويقوم بتصديرهما إلى دول أوروبا والولايات المتحدة. يبيع «حمدى» الجرام المستخلص من سم العقارب بـ12 ألف جنيه، ويصدّر إنتاجه إلى 5 دول حول العالم، لافتاً إلى أنه أبرم مع جامعة «ووهان» صفقة بـ12 جرامًا «ستدخل في تجارب معملية للقاحات ضد كورونا، لقدرة السم على رفع مستوى مناعة الجسم بشكل فائق، وفق ما أكدته دراسات عديدة».
تعليقات الفيسبوك