وثقت كاميرا «الوطن»، قصة الشاب تامر إبراهيم 45 عامًا، من شارع فيصل بالجيزة، الذي اتخذ من الأرصفة المحيطة مناما وسريرا له، منذ 13 عامًا، لأسباب تتعلق بظروفه المعيشية الصعبة، التي تبعها طرده من منزل بالإيجار كان يعيش فيه رفقة والدته، حتى أصبح مشردًا بلا مأوى.
وقال الشاب إنه تربى في كنف عائلته البسيطة، وكان والده الذي يدعى «إبراهيم رمضان»، يعمل بإحدى الشركات، حتى شهدت أعمال تصفية بشكل مفاجئ، وإثرها تدهورت الحالة المعيشية للأسرة المكونة من 5 أفراد.
تامر حاصل على مجموع كبير في الثانوية العامة
كشف الأربعيني خلال جلسة بث مباشر أجرتها «الوطن»، أنه حاصل على مجموع 98% بالقسم العلمي في المرحلة الثانوية العامة، لكنه لم يكمل تعليمه الجامعي، بسبب ظروفه الاجتماعية الصعبة، وبعد سنوات من وفاة والده وزواج شقيقه، استكمل حياته مع والدته في شقة بالإيجار الجديد، وكان يعاني من مشكلات صحية في قدمه اليسرى، واستطاع أن يخضع للعلاج على نفقة الدولة بتركيب دعامات.
طرد من شقة كان يعيش فيها رفقة والدته
أكد أنه واجه الطرد من الشقة التي عاش فيها، رفقة والدته المتوفية، بعد أن فارقت الحياة بأيام، بسبب ظروفه التي أرغمته على عدم دفع الإيجار الشهري: «صاحبة البيت كانت مبتاخدش الإيجار، لما ظروفنا المادية بقت صعبة، وطردتني، ولقيت نفسي في الشارع، بس كل اللي طالبه إني أقف على رجليا، واشتغل وأجيب الجنيه».
وتابع أنه لجأ إلى أحد إخوته للإقامة معه في منزله، بعد تعرضه للطرد، لكن سرعان ما غادر بسبب ظروف شقيقه المادية الصعبة: «روحت لواحد من أخواتي وقعدت معاه فترة، ولان رزقه على قده، ويدوبك بيكفي يومه وبسبب مشاكله مع مراته، وجودي كان حمل عليه، مقدرتش أكمل وسيبت البيت واخترت الشارع».
وأعرب خلال حديثه مع «الوطن»، عن أمنياته بالعودة مرة أخرى إلى ممارسة حياته بشكل طبيعي: «أنا مش طالب غير إني اتعامل كبني أدم.. عايز أبقى إنسان وأتعالج وأرجع امارس حياتي طبيعي تاني».
وكشف عن ميوله وممارسته لعبة التايكوندو، بالإضافة إلى أنه يهوى الفن -النقد الفني- منذ صغره، ويتعلق بشدة بفيلم الحريف، بطولة الفنان عادل إمام، واصفًا العمل بأنه يرصد الواقعية في حياة الانسان: «عادل إمام مثل المتاعب اللي بيتعرض فيها الانسان في حياته، وحكى فيها مواقف كتير بتمس المواطن العادي».
وأكمل أنه شاهد حياة عدد كبير من المواطنين المصريين في أحداث فيلم الحريف، الذي صدر عام 1983، الذي ظل يشاهده وهو شابًا، شارحًا: «الفيلم بيتكلم عن شخص بيحكي قصة إنسان بيحمل صنعة، وبيشتغل، وفي نفس الوقت ظروفة المادية صعبة، وعنده مشاكل مع مراته، وبيحب ابنه كلها تفاصيل طبيعية».
وأوضح أنه يحتاج للخضوع إلى جلسات العلاج الطبيعي: «محتاج أتعالج.. أنا كنت متفوق، وكنت حابب حياتي تبقى أفضل من كدا.. لما كنت بذاكر، كنت متعلق بالمذاكرة، وأحب أكون فاهم».
تعليقات الفيسبوك